وتشعب الأنساب . وكتاب عبيد بن شرية متداول في أيدي الناس مشهور " [1] . سيل العرم وتفرق الأزد في البلدان : ذكر الله تعالى في القرآن الكريم أنه أرسل على أهل بلاد سبأ سيلا سماه سيل العرم ، وقال المسعودي : " لا خلاف بين ذوي الرواية والدراية : أن العرم هو المسناة التي قد احكم عملها لتكون حاجزا بين ضياعهم وبين السيل [2] ، وكان فرسخا في فرسخ ، بناه لقمان بن عاد بن عاديا الأكبر [3] . وهذا السد هو الذي كان يرد عنهم السيل فيما سلف من الدهر إذا حان أن يغشى أموالهم وقد كانت أرض سبأ قبل ذلك يركبها السيل ، وكان ملك القوم في ذلك الزمان يقرب الحكماء ويدنيهم ويؤثرهم ويحسن إليهم ، فجمعهم من أقطار الأرض للالتجاء إلى رأيهم والأخذ من محض عقولهم ، فشاور في دفع ذلك السيل وحصره ، وكان ينحدر من أعالي الجبال هابطا على رأسه حتى يهلك الزرع ويسوق من حملته البناء . فأجمع القوم رأيهم على عمل مصاريف له إلى البراري تقذف به إلى البحر . فحضر الملك المصارف حتى انحدر الماء وانصرف وتدافع إلى تلك الجهة ، واتخذ السد في الموضع الذي كان فيه بدء جريان الماء ، من الجبل إلى الجبل ، من الحجر الصلد والحديد بطول فرسخ ، وكان وراء السد والجبال أنهار عظام وقد
[1] مروج الذهب : 251 ط بيروت . [2] مروج الذهب 2 : 163 ، 164 . [3] مروج الذهب 2 : 161 .