نام کتاب : من حياة الخليفة عمر بن الخطاب نویسنده : عبد الرحمن أحمد البكري جلد : 1 صفحه : 537
ويمكننا أن نستشفّ من هذا النصّ عدّة أشياء : 1 - أنّ الخليفة عمر بن الخطاب عبّر بقوله : " عمّا تعرفون إلى ما تنكرون " ، ولم يقل : " عمّا نعرفه إلى ما ننكره " ففي هذا إشارة للبصيرة ، فتأمّل . 2 - إنّ في سكوت المسلمين ، بعد تكراره قوله ثلاث مرّات لدلالة واضحة على سياسة العنف ، والاضطهاد الفكري التي مارسها الخليفة الثاني في حقّ الصحابة ، وهذا يتماشى مع ما قدمنا من حبسه للصحابة عنده في المدينة ، ومنعه إيّاهم من التحديث ، والتدوين . 3 - اتّضاح للموقف الصّريح لاتباع نهج التعبّد ، وأنّهم لم ، ولن يرتضوا الإتيان بأحكام مبناها الإجتهاد والرأي ، وأنّهم متمسكون " بما يعرفون " من كتاب الله وسنّة نبيّه دون ما ينكرون من الرأي والاجتهاد . 4 - إن مفهوم الاستتابة في حالة الانحراف عن الدين ، ثم قتل المنحرف عند عدم توبته ، هو مفهوم إسلامي لنهج السنّة والتعبُّد ، لا يؤوّل ولا يقول : " تأوّل فأخطأ " ولا يختلق الأعذار في سبيل تصحيح أغلاط وسقطات الآخرين ، وهذا المفهوم هو الّذي طبّقه المسلمون من بعد على عثمان ، فتركوه ورجعوا عنه حين أعلن توبته عن إحداثاته في الدين ، ثم رجعوا إليه فقتلوه حين أصرّ على إحداثاته وأمر بقتل أتباع نهج التعبد ، وقد جاء في كلام بعض الكتّاب بأنّه لو قدّر أن يطول الزمان بعمر لقتله المسلمون كما قتلوا عثمان من بعد . فالخليفة وتحاشياً لوقوع الخلافة بيد أتباع السنّة والتعبّد جعل كلام
537
نام کتاب : من حياة الخليفة عمر بن الخطاب نویسنده : عبد الرحمن أحمد البكري جلد : 1 صفحه : 537