نام کتاب : من حياة الخليفة عمر بن الخطاب نویسنده : عبد الرحمن أحمد البكري جلد : 1 صفحه : 423
قال عبد الرحمن فقلت : يا أمير المؤمنين لا تفعل فإن الموسم يجمع رَعَاعَ الناس ، وغوغاءهم ، فإنهم هم الذين يغلبون على قربك حين تقوم في الناس ، وأنا أخشى أن تقوم فتقول مقالة يطيّرها عنك كل مطيّر ، وأن لا يعوها ، وأن لا يضعوها على مواضعها ، فأمهل حتى تقدم المدينة فإنها دار الهجرة ، والسنّة فتخلّص بأهل الفقه ، وأشراف الناس فتقول ما قلت ، متمكّناً فيعي أهل العام مقالتك ويضعونها على مواضعها . فقال عمر : أما والله إن شاء الله لأقومنّ بذلك في أول مقام أقومه بالمدينة . قال ابن عباس : فقدمنا المدينة في عقب ذي الحجة ، فلما كان يوم الجمعة : عجلنا الرواح حين زاغت الشمس فوجدت سعيد بن زيد بن عمرو بن نفيل جالساً إلى ركن المنبر فجلست حوله تمس ركبتي ركبته فلم أنشب [1] أن خرج عمر بن الخطاب ، فلما رأيته مقبلاً قلت لسعيد بن زيد بن عمرو بن نفيل : ليقولَنَّ العشيّة مقالة لم يقلها منذ استخلف ، فأنكر عليّ وقال : ما عسيت أن يقول ما لم يقل قبله ، فجلس عمر على المنبر ، فلما سكت المؤذّنون قام فأثنى على الله بما هو أهله ثم قال :
[1] نشب بعضهم في بعض : أي دخل وتعلق . يقال : نشب في الشيء إذا وقع فيما لا مخلص منه ، ولم يُنشب أن فعل كذا : أي لم يلبث . راجع : ( النهاية لابن الأثير : 5 / 52 ) .
423
نام کتاب : من حياة الخليفة عمر بن الخطاب نویسنده : عبد الرحمن أحمد البكري جلد : 1 صفحه : 423