نام کتاب : من حياة الخليفة عمر بن الخطاب نویسنده : عبد الرحمن أحمد البكري جلد : 1 صفحه : 119
وفي النص الثالث ظهرت تلك الكلمة التي " معناها " أن الوجع قد غلب على رسول الله ، وهي : " هجر رسول الله " ، لكنها لم تنسب إلى عمر ، بل إلى شخص مجهول : " فقالوا : ما شأنه ؟ أهجر ! " . لكن الإمام الغزالي في النص الخامس يوضح المسألة برمتها حين يقول : إن عمر بن الخطاب هو الذي قال ، إن النبي ليهجر . 2 - إن كلمة " يهجر " - بمعنى يخلط أو يهذي - تتنافي تماماً مع أبسط المعايير الموضوعية والدينية ، بل حتى الأخلاقية . فسياق النص ، يظهر أن النبي يوم وفاته ، وقبل ذلك ، حين كان يجهّز لسرية أُسامة بن زيد ، كان بكامل وعيه ; دينياً ، تتعارض كلمة " يهجر " تماماً أيضاً مع ما جاء في القرآن الكريم عن النبي : ( وما ينطق عن الهوى إن هو إلاّ وحي يوحى ) . 3 - رفض عمر لوصية النبي ، متذرعاً بأن القرآن الكريم " حسبه " ، يتنافي أيضاً ، من وجهة نظر دينية ، مع ما يقول القرآن الكريم ذاته : ( وما آتاكم الرسول فخذوه ، وما نهاكم عنه فانتهوا ) [1] . ( وما كان لمؤمن ولا مؤمنة إذا قضى الله ورسوله أمراً أن يكون لهم الخيرة من أمرهم ، ومن يعصِ الله ورسوله فقد ضلَّ ضلالاً مبيناً ) [2] . لكن من وجهة نظر تاريخية ، كثيراً ما نصادف مثل هذه الأحداث ، عند غياب مؤسسي الحركات الدينية والفكرية الكبرى ، في معظم الأزمنة