إن علياً أفضل من أبي بكر وعمر وعثمان فرادا ومجتمعين ولو انضمّ إليهم العشرة المبشّرة وغيرهم في جميع الأعمال الدالة على الفضل من السبق في الاسلام بقوله تعالى : ( السابقون السابقون ) وقوله تعالى : ( ولا يستوي القاعدون ) . وفي البر والاحسان بقوله تعالى في سورة هل أتى : ( ويطعمون الطعام على حبه مسكيناً ) وحب اللّه ورسوله لعلي في حديث الطير ويوم خيبر . أو للتضحية المتناهية يوم نام على فراش رسول اللّه ( صلى الله عليه وآله ) وقوله تعالى فيه : ( ومن الناس من يشري نفسه ) وآية الابلاغ وآية الكمال يوم غدير خم ونصب علي علماً ، وقول رسول اللّه فيه حديث المنزلة : « أنت مني بمنزلة هارون . . . الخ » ونص الولاية في قوله تعالى : ( إنما وليكم اللّه ) وغيرها من الآيات البالغة ثلاثمئة في علي أثبتت فضل علي على غيره بعد رسول اللّه ( صلى الله عليه وآله ) . ولم يبلغ عثمان درجة أبي بكر ولا عمر فيها جميعاً فكان عثمان رغم كل ذلك أقلهم جميعاً . ولم يعرف عثمان إلاّ دون أبي بكر في سبقته . ولم يعرف بتضحيته شيئاً يذكر في الحروب والغزوات سوى هجرته للحبشة والمدينة . ولم يذكر عن ايمانه شيئاً يجعله حتى في مصاف أوسط الصحابة في عهد رسول اللّه ( صلى الله عليه وآله ) . وسنرى إيمانه من أعماله وسيرته في زمن خلافته ، وفيها نعرف مدى علمه ودرجة اجتهاده ، وسلوكه الاجتماعي ، وكيف كان يعامل الصحابة معاملة خارجة من المنطق السليم وبعيدة عن الدليل والبرهان . ولا نرى في عهد رسول اللّه ( صلى الله عليه وآله ) له تضحية تذكر أو كرامة أو فضيلة يمتاز بها حتى لدرجة تبلغه لمتوسط كرامة الصحابة العاديين .