أن يضرب ضربته الأخيرة وهل على شرفات الموت ، فيصغر علياً في أعين القوم ويخلق له خصوماً يتحسسون بأنهم لهم نفس المزية ، ويقوي بني أمية حين يضع صهر عثمان وصهر صهره ، أي عبد الرحمن بن عوف وسعداً ، ويقول إن انتخب ثلاثة واحداً وثلاثة آخر فليتبع من كان معه عبد الرحمن . وما هذه المزية إلاّ احتياطاً ان يغلب علياً رأي طلحة وهو من تيم وابن عم أبي بكر وابن عم عائشة ، فمن يطمع بالخلافة ومن خصوم علي . وهذا الزبير الذي كان يوماً من جماعة علي وعاد انتكس عليه بتأثير ولده الشقي عبد اللّه ، حتى نراه في حرب الجمل مع خصوم علي . وأما سعد بن أبي وقاص فقد ظهر حتى بعد مقتل عثمان وقد أصبح من خصومه يعتزل البيعة لعلي . وكيف لا يعتزله وقد رقى أبو الحسن المنبر وقال : إن جميع عطيات عثمان من بيت المال باطلة ، وكل من أخذ مالاً بدون حق عليه أن يعيده ويحاسب عليه . وهذا سعد عنده الملايين والقصور فمن أين أتى بها ؟ والصحابة البررة لا زالوا لا يملكون ما يسدون به أودَهم ، ومنهم أمير المؤمنين علياً ، ولا ننسى طلب أخيه عقيل منه أن يسدد دينه . قال ابن سعد في طبقاته ج 3 ص 105 ، والمسعودي في مروج الذهب : ترك سعد يوم مات مئتي ألف وخمسين ألف من النقود . وأشاد المسعودي بداره بالعقيق . وهذا أقلهم عطية . وقد خسر سعد ما كان يرجوه من دنياه في عثمان ، وخسر آخرته بذاك الانتخاب الفاشل المنكر لعثمان وتشييد ملك بني أمية ( ومن يعمل المعروف في غير أهله يضره ) وبقي من سعد ذريّة أمثال عمر بن سعد ، قاتل الحسين ( عليه السلام ) السبط في كربلاء ، وقائد حملة جيوش ابن زياد ، ويزيد الذي على يديه استشهد الصفوة