الخلفاء وبني أمية وبني معيط سبق وإن وجدنا أبو بكر وعمر وأبو عبيدة الجراح في السقيفة وجميع المواقف بعدها لم يمتازوا بأية ميزة سوى أنهم من المهاجرين ، ولم تكن لأنهم من تلك الفضائل التي مرت وذكرناها باسنادها لعلي ( عليه السلام ) ولأهل بيت الرسالة ، ولم تكن لهم أية ميزة في القرآن أو أحاديث رسول اللّه ( صلى الله عليه وآله ) وأقواله وأفعاله فيهم . بل بالعكس نجد رسول اللّه ( صلى الله عليه وآله ) جرب مرة وأعطى الراية في خيبر إلى أبي بكر ليحارب اليهود وعاد خائباً فاراً . وأجرى نفس الأمر مع عمر وعاد فاراً . والميزة الأخرى اعطاء أبي بكر سورة البراءة ليتلوها على قريش ثم استرجعها منه ليثبت للناس عدم كفاءتهم ، وليثبت لهم ذلك . وبالتالي وفي الساعات الأخيرة نراه صلى اللّه عليه وآله يحشرهم جنوداً تحت راية أسامة بن زيد ، وهو أميرهم لحرب مؤتة ليعلم الناس بدرجة مقامهم ، ثم تجدهم يتخلفون بعذر مرض رسول اللّه ( صلى الله عليه وآله ) ويعود رسول اللّه ويلعن المتخلفين ، ونراه ( صلى الله عليه وآله ) لما يجد ذلك منهم فيطلب القلم والقرطاس ليحرر لهم ما ينقذ الأمة من الضلال ، وما ينوون القيام به من الانقلاب . ونجد عمر في هذه المرة يقف حجر عثرة أمام رسول اللّه ( صلى الله عليه وآله ) عن كتابة ما أراد ، ورأينا عمر في خلافته يصرح لابن عباس إنما أراد رسول اللّه كتابة العهد لعليٍّ ومنعته . ورأينا عمر كيف يخالف نصوص القرآن ويصرح بمخالفته ذلك ; كما عمل ذلك في المتعتين متعة الحج ومتعة النساء ، حينما صعد المنبر وصرح : « متعتان كانتا حلالاً على عهد رسول اللّه وأنا محرمهما ومعاقب عليهما » . كل ذلك دون أن يذكر عذراً لمخالفته النصوص والسنن وإذا راجعنا عمر لوجدناه غير مخالفته رسول اللّه في سنته فإنه قد خالف نصوص القرآن في أربعين