فأنزل اللّه تعالى في موافقته قوله : ( أفمن كان مؤمناً كمن كان فاسقاً لا يستوون ) ثم أنزل فيك على موافقه قوله أيضاً : ( إن جاءكم فاسق بنبأ فتبيّنوا ) . ويحك يا وليد مهما نسيت فلا تنسى فيك وفيه قول الشاعر ( حسان بن ثابت ) : أنزل اللّه والكتاب عزيز * في عليٍّ وفي الوليد قرآنا فتبوا الوليد ازداد فسقاً * وعليٌ صبوءٌ ايماناً ليس من كان مؤمناً عمرك * اللّه كمن كان فاسقاً خواناً سوف يدعى الوليد بعد قليل * وعلي إلى الحساب عيانا فعلي يجزى بذاك جناناً * ووليد يجزى بذاك هوانا رب جد لعقبة ابن أبان * لابسٌ في بلادنا تبّانا وما أنت وقريش إنما أنت علج من أهل صفورية ، واقسم باللّه لأنت أكبر في الميلاد وأسنّ ممن تدعى إليه . ختاماً : مقارنة ختاماً في الوليد تعال معي لنقارن بين ولاة عثمان أمثال الوليد وأعماله وسلوكه وورطة الناس والصحابة ونقمتهم منه وممن ولاه ، ورأي الخليفة وسلوكه وإدارته السيئة في أمثال ولاته هؤلاء وجوره على الناس وتبذيره أموالهم . وبين ولاة الإمام علي ( عليه السلام ) أمثال ابن حنيف ومالك الأشتر وأضرابهم ، ووصاياه بأرواح الناس وأخلاقهم ورعايتهم ومواساتهم ، ووصاياه لهم في إدارة الأمور والسلوك مع الرعية . وهذه خطبه ورسائله وعهده لمالك الأشتر ، وهؤلاء ولاته المؤدبين المؤمنين الطائعين . ترى ذلك مفصلاً في نهج البلاغة ، وشرح ابن أبي الحديد لنهج البلاغة ، وقارن بين من ولاه اللّه ورسوله ( صلى الله عليه وآله ) وبين من ولاه أبو بكر وعمر وعثمان . . . ورعاية أعمالهم وسلوكهم .