وقد أمرتكم به ، ولا تركت شيئاً مما نهاكم عنه إلاّ وقد نهيتكم عنه » . راجع كتاب العلم لأبي عمر ، وفي مختصره ص 222 ، وراجع حول اجتهاده بالرأي كتاب العلم لأبي عمر ج 2 ص 51 ، واعلام الموقعين لابن القيم ص 19 . مخالفات عثمان أيضاً أما عمر فقد أدلينا ببعض مخالفاته النصوص والسنّة واجتهاداته وآراءه . وأما عثمان فهو لم يتحاش عمّا قام به من قبله وأضاف ، فهو يخالف سنّة رسول اللّه ( صلى الله عليه وآله ) في صلاة القصر ويعتذر : « أنه رأي رأيته » . وستأتي مخالفاته وأعماله ، ورغم كل ذلك نرى المسلمين كأن على رؤوسهم الطير ، فمن يستطيع المخالفة ؟ وستجد ما لاقوه ممن أمر منهم بمعروف ونهى عن منكر ، من أقرب الصحابة لرسول اللّه ( صلى الله عليه وآله ) وأزكاهم . إذ لم يتحاش فيهم إلاّ ولا ذمّة . وهذا عثمان تجد حقيقته من أعماله وأقواله وأفعاله لمن قرَّب ولمن أبعد ولمن أحب ولمن أبغض ، وما هي أفعاله مع كل فريق ، وقد قال اللّه سبحانه وتعالى : ( وإن الظالمين بعضهم أولياء بعض واللّه وليّ المتقين ) الآية ( 19 ) من سورة الجاثية . وقال عز وجل : ( ولا تركنوا إلى الذين ظلموا فتمسكم النار ) الآية ( 113 ) من سورة هود . وهناك ميزان أدبي هو أن الكلام صفة المتكلم والعمل صفة العامل والحكم صفة الحاكم . وقال الشاعر : وكل قرين للمقارن يقتدى . وقال آخر : إن الطيور على أشكالها تقع . ومنها تستطيع أن تعرف صفة كل خليفة من حسن انتخابه ، من هم ولاته ؟