والمسعودي في مروج الذهب وغيرهم ، كما مر ذكرهم . إن أقطاب المصريين والكوفيين والبصريين وغيرهم ، اجتمعوا في مكة قبل سنة من الحصار الأول وتداولوا في أمر عثمان وخروجه عن حدود اللّه ورسوله ( صلى الله عليه وآله ) ولتعنته ومظالمه وتجبره وإجحافه وعدم الانصياع لارشاد المرشدين ونصح الصحابة الكبار الذين يسبقونه علماً وسابقة وفضلاً وكرامة ، وتوجيه الضربات القاصمة لهم لتسكيتهم وتأنيب غيرهم ، وما جر ذلك على الدين ، وتعاهد كل فريق على ابلاغ أفراد الأمة في قطره ، حتى إذا جاءت السنة التي تلتها جاء المصريون وعددهم يختلف حسب قول المؤرخين بين ( 400 ) إلى ( 2000 ) ، والكوفيون وعددهم يتراوح حسب قول الرواة من ( 200 ) إلى ( 1000 ) والبصريون وعددهم بين ( 100 ) و ( 150 ) وكل تحت قيادة زعيم انتخبوه وأعطوا قيادتهم إلى الصحابي عمرو بن بديل الخزاعي ، والتحق بهم من كان من الصحابة في المدينة ، والمسلمون والقبائل المتحالفة لأفرادها وتزعم الناس الصحابة البدريون وذوي الرأي والحل والعقد من العشرة المبشرة وأعضاء الشورى ، تشد أزرهم قبائلهم والقبائل المتحالفة معهم ، ولا ننسى إساءات عثمان للصحابة أمثال أبي ذر وعمار وابن مسعود وغيرهم المار ذكرهم ، وهم يقصدون عثمان . كتاب المصريين لعثمان : نقله الطبري عن عبد اللّه بن الزبير عن أبيه : أن المصريين كتبوا لعثمان كتاباً وهم على مسيرة ليلة من المدينة بذي خشب وهذا نصه : « بسم اللّه الرحمن الرحيم . أما بعد : فاعلم أن اللّه لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم ، فاللّه اللّه ثم اللّه اللّه ، فإنك على دنيا فاستتم إليها معها آخرة ، ولا تلبس نصيبك من الآخرة ، فلا تسوغ لك الدنيا ، واعلم أنا واللّه للّه نغضب وفي اللّه