بنو أمية تقدم الخطبة على الصلاة مخالفة عثمان لسنّة الخطبة وتقدّمها على الصلاة أصبحت عاملاً سياسياً ، قال ملك العلماء في بدايع الصنايع ج 1 ص 276 : انما أحدث بنوا أمية الخطبة قبل الصلاة لأنهم كانوا يتكلمون في خطبتهم بما لا يحل ، وكان الناس لا يجلسون بعد الصلاة لسماعها ، فأحدثوها قبل الصلاة ليسمعها الناس . وبمثل هذا قال السرخسي في المبسوط ج 2 ص 37 . وفي شرح ابن ماجة ج 1 ص 386 قال السندي : سبب ذلك أن بني أمية كانوا يسبون في الخطبة من لا يحل سبّه ، فتفرق الناس عند الخطبة إذا كانت متأخرة لئلا يسمعوا ذلك ، فقدم الخطبة ليسمعها . وأخرج مثل ذلك ابن حزم في المحلّى ج 5 ص 86 ، وهذا أوضح . وصرّح بأن الناس كانوا إذا صلوا تركوهم ولم يشهدوا الخطبة ، وذلك لأنهم كانوا يلعنون علي ابن أبي طالب ( رضي الله عنه ) ، فكان المسلمون يفرون ، وحق لهم ، فكيف وليس الجلوس واجباً . هكذا سارت حيث بدأها أبو بكر باغتصاب منصب الخلافة في السقيفة باسم اجماع الأمة ، وقرّب إليه من يعينه عليها ، وأبعد أهلها . وممن قرب أعداء الاسلام بني أمية ، وممن بعد نخبة الاسلام وأوتاده بني هاشم خيرة الصحابة . وقدمها لقمة سائغة إلى عمر دون أي مشورة ، وهذا أوطد حكم بني أمية بمعاوية وابن العاص والمغيرة بن شعبة . وإذا به يقيم مجلساً للشورى ، ويا ليته قدمها مثل صاحبه لعثمان ! لا بل خلق فيها منافسين لعلي فوضعه الخمسة الباقية في الميزان معه ، وهو يعلم إنها تؤول لعثمان وبعدها لمعاوية ( كسرى العرب ) على حد قول عمر ، والذي هدد به أعضاء الشورى . وقد برهن بنو أمية بسبّهم على