ولقيس محاورة مع النعمان بن بشير في صفين جواباً يرويه نعمان قوله : أما ذكر عثمان فان كان الايجاز يكفيك فخذه : قتل عثمان من لست خيراً منه وخذله من هو خير منك ، وأما أصحاب الجمل فقاتلناهم على النكث ، وأما معاوية فلو اجتمعت العرب على بيعته لقاتلتهم الأنصار . وأما قولك : أنا لست كالناس فنحن في هذه الحرب كما كنا مع رسول اللّه ( صلى الله عليه وآله ) نلقى السيوف بوجوهنا ، والرماح بنحورنا ، حتى جاء الحق وظهر أمر اللّه وهم كارهون ، ولكن انظر يا نعمان هل ترى مع معاوية إلاّ طليقاً أعرابياً أو يمانياً مستدرجاً ، وانظر أين المهاجرين والأنصار والتابعون باحسان الذين رضي اللّه عنهم ورضوا عنه ؟ ثم انظر هل ترى مع معاوية غيرك ؟ وهو يحبك ولستما واللّه بدريين ولا عقبيين ، ولا لكما سابقة في الاسلام ، ولا آية في القرآن . أخرجه ابن مزاحم في كتاب صفين ص 511 ، وابن قتيبة في الإمامة والسياسة ج 1 ص 94 ، وشرح ابن أبي الحديد ج 2 ص 298 وجمهرة الخطباء . وإنما نحن ندلي بهذا الحديث لنعرّف القارئ الكريم من أن كافة الصحابة وأخص منهم البدريون وأهل بيعة العقبة هم الذين قتلوا عثمان ، وأفتوا بكفره وعزله وقتله ، ومنع دفنه في مقابر المسلمين ، وجاهدوا ضد معاوية وبني أمية ، وهذا قيس بن سعد رئيس الخزرج ، نرى كيف يقر ذلك ، ويكشف صراحة لا شك فيها ؟ 11 - أبو أيوب الأنصاري : وهو بدري ، صحابي عظيم ، اختار اللّه داره منزلاً ، ولياً لرسوله ( صلى الله عليه وآله ) وله بذلك الشرف العظيم ، وقد شهد جميع الغزوات والحروب ودعا له رسول اللّه ( صلى الله عليه وآله ) هو الآخر يشهد على عهد عثمان بالجور والظلم في خطبة خطبها في عهد أمير المؤمنين ( عليه السلام ) ليحرض الناس على الجهاد في قوله : أليس إنما عهدكم بالجور