responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : مقالات ودراسات نویسنده : السيد جعفر مرتضى العاملي    جلد : 1  صفحه : 27


وإسماعيل ( عليهما السلام ) ، ويؤكد استحقاق إبراهيم ( عليه السلام ) لمقام الإمامة العظمى ، حيث تحولت هذه الملكات والمزايا من القوة إلى الفعل . . ونجح في الامتحان الإلهي ، وحقق معجزات كبرى في مواجهة البلاء الإلهي ، وتحمل مسؤوليات الإيمان به ، والدعوة إليه .
وكان تعرض إبراهيم ( عليه السلام ) لهذه البلاءات العظمى يهدف إلى تزكية نفسه ، وإعداده لذلك المقام العظيم ، فإن التكليف هو من النعم الإلهية ، وفيه دلالة على أن من اختير له هو أهل للكرامة الإلهية . كما أن الابتلاء إحسان يجعل من الإنسان موجوداً مؤثراً وفاعلاً في الحياة ، خصوصاً إذا كان هذا الابتلاء يجعل الإنسان مرهف السمع ، حديد البصر ، في حين أن أكثر الناس هم كالأنعام بل هم أضل . .
وكان الأمر بذبح ولده إسماعيل ( عليه السلام ) . . هو الذي أظهر لكل المخلوقات والكائنات ، العلوية منها والسفلية حقيقة إبراهيم ( عليه السلام ) ومقامه : * ( إِنَّ هَذَا لَهُوَ الْبَلاَءُ الْمُبِينُ ) * إنه هو الذروة في البلاءات التي تعرض لها ، كما قال تعالى : * ( وَإِذِ ابْتَلَى إِبْرَاهِيمَ رَبُّهُ بِكَلِمَاتٍ فَأَتَمَّهُنَّ قَالَ إِنِّي جَاعِلُكَ لِلنَّاسِ إِمَاماً ) * [1] فالابتلاء ليس بالأمراض والمصائب الجسدية ، بل هو بتحميله المسؤوليات الجسام ، وبتهيئة الفرصة لتقديم التضحيات الكبرى التي تزيده إيماناً وطهراً وصفاء ، وتؤهله لنيل مقامات القرب والزلفى . .
وقد كان ذبح إسماعيل هو الكلمة التي جاء بها إبراهيم تامة وافية ، ومطابقة لواقعه وهي الأكثر تعبيراً وصراحة وأدق وأوضح دلالة ، على المؤهلات الواقعية



[1] سورة البقرة ، الآية 124 .

27

نام کتاب : مقالات ودراسات نویسنده : السيد جعفر مرتضى العاملي    جلد : 1  صفحه : 27
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست