responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : مقالات ودراسات نویسنده : السيد جعفر مرتضى العاملي    جلد : 1  صفحه : 118


البداء ، ويمكن هنا توضيح البداء بصورة مختصرة جداً ، فنقول :
البداء هو في الحقيقة إخبار عن الأمور بحسب ما تقتضيه طبائعها ، دون أن يخبر عن الطوارئ والعوارض ، كأن نقول : إن هذه السيارة بحسب وضعها العادي تخدم عشر سنوات ، لكن لم نقل : إنها بعد عشرة أيام ستتعرض لحادث مروع وتتحطم .
أو نقول : هذا الإنسان يعيش مئة سنة بحسب تكوينه الطبيعي وما يقتضيه قانون الحياة ، ولكن لا نخبر أحداً عن أن إنساناً سيقتله وهو في سن الثلاثين رغم معرفتنا بذلك ، أو لا نقول : إنه إذا وصل رحمه سيعيش مئة وثلاثين سنة ، وإذا قطع رحمه فينقص من عمره ثلاثون عاماً .
فالذي يكتب في اللوح - لوح المحو والإثبات - وقد يطلع الله عليه بعض ملائكته أيضاً ، يقتصر على ذكر ما اقتضته القوانين والحكمة ، والرسول ( صلى الله عليه وآله ) يخبرنا به ، لكن لا يخبرنا عن الموانع والأشياء المستجدة . أما ما في أم الكتاب ففيه ذلك كله . . لكن الرسول إنما يخبرنا بما في لوح المحو والإثبات لأننا لو عرفنا ما في أم الكتاب ، وهو المطابق لعلم الله تعالى لصرنا جبريين ، ولأصبحنا لا نخطط ، ولا نعمل ولا نتنامى ، ولشُلت الحياة .
فالبداء شيء مهم جداً في ديمومة الحياة ، وفي الطموح للمستقبل ، بل إن الاطلاع على بعض الأحداث المستقبلية قد يفسد الحياة ، ويضر بالعلاقات الاجتماعية وغيرها . .
وهذا المبدأ مهم أيضاً في علامات الظهور ، فإنه يمنع أيضاً شعورنا بالجبرية ، والخمول ، والاستسلام للظالمين ، وخلاصة القول : أن الاعتقاد بالبداء

118

نام کتاب : مقالات ودراسات نویسنده : السيد جعفر مرتضى العاملي    جلد : 1  صفحه : 118
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست