تُصلح المجتمعات العالمية ولا تحل مشاكلها ، وإنما تؤثر على فطرتها ، وتنسف الكثير من القيم الحقيقية المقبولة التي من شأنها حفظ مسيرتها . حيث إن الحق هو الذي يحفظ الوجود ، وبه يتنامى الإنسان ويتكامل ، وهؤلاء الذين يسعون إلى العولمة إنما يريدون أن يُخضعوا البشرية لمجموعة نظم تسلب اختيارها ، وتجعل كل جهدها وحركتها في خدمة أهدافهم ، وتهيمن على مسيرتها ، وتمتص خيراتها وقدراتها وإمكاناتها ، وسينتج عن ذلك تخريب لفطرة الشعوب ، وبلبلة في المفاهيم ، وغياب للقيم . وهذا الأمر يعرقل حركة الظهور ، لأن الإمام المهدي ( عجل الله فرجه ) لا بد أن يظهر في محيط قادر على احتضان حركته ، والدفاع عنها وحمايتها ، فإذا لم تكن هناك فطرة صحيحة ، وقيم واقعية إلهية ، فلا يمكن أن يوجد ذلك المجتمع الذي يحمي حركة الإمام ( عجل الله فرجه ) ويساعد على انتصارها في معركتها مع الفريق الظالم . إذن لا بد أن يكون هناك نوع من عدم العولمة ، لتكون هناك مجتمعات قادرة على أن تنفلت من نير الاستعباد العولمي ، تتنامى ، وتتربى ، فيها كوادر وذهنيات وطموحات تتناسب مع فكر الإمام ( عجل الله فرجه ) وتوجهاته ، وتُربي له الجنود الذين سيكونون حماة دعوته . السؤال : ولكن الروايات تقول بأن الإمام ( عجل الله فرجه ) سيظهر بعد أن تُملأ الأرض ظلماً وجوراً ، وقد فسر البعض هذا الأمر بأن ظهوره ( عجل الله فرجه ) مرتبط بكثرة الفساد والظلم ؟