الله أم لا ، فالأنبياء شهداء ، والأوصياء ، والعلماء و . . و . . شهداء . والمقتولون في سبيل الله أيضاً شهداء . فالله سبحانه يقول : * ( لِتَكُونُوا شُهَدَاء عَلَى النَّاسِ ) * [1] ; يريد التمكن من إدراك واقعهم ، والإحساس به وملامسته بصورة أوفى وأتم . ومعنى ذلك : أن القتل في سبيل الله ، الذي ينشأ عنه أن يصبح المقتول شهيداً على الناس ، سوف يتسبب بتساقط جميع الحجب ، وزوال كافة الموانع عن إدراكه الحقيقي والعميق ، وسوف يزيد من إحساسه الحقيقي والوجداني بما يحيط به ، ليكون أكثر معرفة بواقع الحياة ، وبدقائقها ، وحقائقها ، وبدور الخصوصيات والمؤثرات والمناشئ ، ثم بالآثار والنتائج لكل فعل أو قول ، أو موقف ؛ فيصبح مؤهلاً لأن يكون شهيداً عليهم ، ورقيباً على كل واقعهم ، ليؤدي هذه الشهادة في يوم تأتي كل نفس تجادل عن نفسها - يؤديها من موقع الحاضر والناظر ، والمتفاعل بكل وجوده مع كل ما يحيط به . التربية الإلهية : وطبيعي : أن الوصول إلى درجة الشهادة على الناس يحتاج إلى تربية إلهية ، ورعاية ملكوتية ، تمنحه المعرفة الحقيقية ، والرؤية الصحيحة ، وتربّيه في سلوكه وفي مشاعره وأحاسيسه وعواطفه . وتصفي وتزكي روحه ، ونفسه ، وعمله ، وكل وجوده وتوازن بين كل خصائصه ومزاياه ، ليكون إنساناً إلهياً ، بكل ما لهذه الكلمة من معنى ، وليكشف الله من ثم عن بصره ، وعن بصيرته ، ليصل إلى درجة الشهود ، ويختاره الله سبحانه ويصطفيه لنفسه ، ويخصه