الآَخِرَةِ أَعْمَى وَأَضَلُّ سَبِيلاً ) * [1] . الموت قلادة على جيد الفتاة : وما أروع ما روي عن الإمام الحسين ( عليه السلام ) في هذا المجال ، حيث قال في مكة وهو متوجه إلى كربلاء : « خُطّ الموت على ولد آدم مَخَطّ القلادة على جيد الفتاة ، وما أولهني إلى أسلافي اشتياق يعقوب إلى يوسف إلخ . . » [2] . فقد بين ( عليه السلام ) حتمية الموت وأنه هو زينة الحياة ، يزيدها جمالاً ، وبهاءً ورونقاً ، ويعطيها المزيد من البهجة واللذة ، تماماً كما هو الحال بالنسبة للقلادة إذا كانت على جيد الفتاة ، فإنها تكون زينة لها ، تشدُّ الأنظار إليها ، وتزيد من تعلق القلوب بها . ويستوقفنا هنا التعبير بكلمة : « جيد » التي توحي بالجودة ، وهو تعبير مريح للنفس ، مثير للكثير من المعاني اللذيذة في أعماقها . كما ويلفت نظرنا أيضاً اختيار خصوص الزينة التي في هذا الموقع الحساس من جسد المرأة ، بما يثيره من إيحاءات تنبعث من صميم الإغراء الأنثوي ، وفي النقطة المركزية والأساس فيه . ثم إنه ( عليه السلام ) يختار التعبير بكلمة « الفتاة » بدلاً من كلمة « المرأة » ونحوها . لأن الفتاة وليس سواها ، هي التي تمثل القمة في الحيوية ، والطموح ، والجمال ،
[1] سورة الإسراء ، الآية 72 . [2] اللهوف على قتلى الطفوف ، لابن طاووس ، ص 25 ومقتل الحسين للمقرم ص 190 عنه وعن ابن نما ص 20 .