responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : مقالات ودراسات نویسنده : السيد جعفر مرتضى العاملي    جلد : 1  صفحه : 17


ومن جهة ثالثة : يلاحظ هنا : أنه ( عليه السلام ) لم يقل لإسماعيل ( عليه السلام ) : قد أراني الله في المنام ذلك . كما أنه لم يقل له : إن الله أمرني أن أذبحك ، بل قال له : أرى في المنام أني أذبحك ، فنسب الرؤيا إلى نفسه . وذلك كي لا يحرجه بأية إلماحة إلى وجود قرار إلهي بذلك . . بحيث يكون ذلك سبباً في ميله نحو الخيار الأصعب .
ومن جهة رابعة : فإنه قد صرح له بأنه غير ملزم بقبول أي من الخيارين حيث قال له : * ( فَانْظُرْ مَاذَا تَرَى ) * في إشارة واضحة أيضاً إلى ثقة إبراهيم ( عليه السلام ) بحسن اختيار ولده . وبصحته وصوابيته . . وذلك حين أعطاه القيمة والدور الحاسم .
وبعد ذلك كله . . فإن ذلك الاختيار التاريخي سوف يبين قيمة إسماعيل ( عليه السلام ) ، ويظهر حقيقة مزاياه . .
إسماعيل ( عليه السلام ) ، يلزم أباه بالإقدام :
وقد أفهم الأب ولده بأن الأمر ليس مفروضاً عليه . . ولكن الابن يصر ويدفع بالأمر إلى حد إلزام الأب بالإقدام على ذلك الأمر العظيم . فلم يقل إسماعيل ( عليه السلام ) لأبيه : هذه رؤيا . . ولا قال له : أنت حر في أن تفعل أو لا تفعل . . كما أنه لم يطلب منه أن يتريث في الأمر ، انتظاراً للبداء الإلهي مثلاً . .
بل هو قد طلب منه بصورة الحتم والجزم . . فقال : * ( افْعَلْ ) * .
ولكن ذلك لا يلغي احتمال أن يكون إسماعيل ( عليه السلام ) قد قال ذلك لا عن رغبة في حصول الفعل ، بل مجاراة لأبيه ، وحباً بإرضائه ، فأتْبَع ذلك بالإلماح إلى ضرورة ، وحتمية ، أن يفعل ، حين قال له : * ( مَا تُؤْمَرُ ) * ولم يقل له : افعل وفق ما رأيت في منامك . . ، فهو بقوله هذا قد قدم له المبرر بل قدم له الدليل والسبب الذي يحتم عليه الإقدام ، وهو وجود أمر إلزامي ، لا بد لإبراهيم ( عليه السلام )

17

نام کتاب : مقالات ودراسات نویسنده : السيد جعفر مرتضى العاملي    جلد : 1  صفحه : 17
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست