responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : مقالات ودراسات نویسنده : السيد جعفر مرتضى العاملي    جلد : 1  صفحه : 16


فإن ذلك ليس لأنه كان غاضباً عليه ، أو منزعجاً منه إلى الحد الذي أخرجه عن حالة التوازن ، بل هو بكامل وعيه ، وتبصره ، وهو راضٍ كل الرضا عن ولده . . ومشفق وحدوب عليه .
وهذا أيضاً يطمئن إسماعيل إلى أنه يستطيع أن يختار ما يشاء ، من دون أي إكراه أو قهر ، ومن دون أن يشعر بأي حرج من ذلك الاختيار . وربما يكون شعوره بهذا الحنان من أبيه مشجعاً له على اختيار ما ينسجم مع عاطفة أبيه ، وحبه ورضاه . .
لإسماعيل ( عليه السلام ) الخيار :
ثم إنه حين قال له : * ( إِنِّي أَرَى فِي الْمَنَامِ ) * قد أعلمه أن الرؤيا مستمرة ، ولم تنته ، وأنه إنما رأى خصوص عملية الذبح ، وهي ترتسم على صفحة الوجود بصورة تدريجية ، وهذا يشير إلى أنه لم ير أن الذبح قد اكتمل وانتهى . .
نعم . . لقد أعلمه بذلك ثم قدم له فرصة لاختيار ما يروق له ، ولم يحرضه على أي من الأمرين ، بل هو قد يسّرهما معاً له . . وهوّنهما عليه ، بالحديث عن أن الأمر لا يعدو أن يكون رؤيا منام ، مما يفسح له المجال أمام اختيار الرفض ، إذا أراد اعتبار القضية مجرد رؤيا ، قد تكون بسبب حديث النفس بالأمر بالنهار ، فيراه في منامه ليلاً . . وذلك يفسح المجال أمامه لكي يحتمل أنها رؤياً غير ملزمة له . وكما أن إبراهيم ( عليه السلام ) لم يشعره بوجود إلزام في البين ، فلم يقل له : إني ملزم بقتلك ، ليجد إسماعيل ( عليه السلام ) نفسه محرجاً أمام والده . .
ومن جهة ثانية : إن تكليف الأب بأمر ليس بالضرورة أن يكون ملزماً للابن . . فكيف إذا كان مجرد رؤيا ومنام ؟ !

16

نام کتاب : مقالات ودراسات نویسنده : السيد جعفر مرتضى العاملي    جلد : 1  صفحه : 16
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست