المزيد من القوة والعمق في داخل نفس إسماعيل ( عليه السلام ) . 4 - ثم هو إعلان للبشرية جمعاء أن ذبح ولده لا يمثل عدواناً عليه ، وإنما هو طاعة لله ، يشتركان معاً فيها عن رضا وعن اختيار . . 5 - وهو أيضاً بيان للأمثولة ، والقدوة ، والأسوة للناس . . بصورة عملية وفعلية ، وعدم الاكتفاء بإصدار الأوامر والنواهي ، على سبيل التنظير للآخرين . . 6 - ثم إن ذلك يبين ويظهر دراية ، وعقل ، وسمو نظر ، وعلو مقام إسماعيل ( عليه السلام ) ، وحقيقة ملكاته ، التي أوصلته إلى هذا المدى البعيد من المعرفة بالله سبحانه ، ومن الرضا والانقياد والطاعة له سبحانه ، وهو لما يزل طفلاً ، قد بلغ السعي لتوه . . وهو يستقبل الحياة بكل عنفوانها ، وهي تبتسم له ، وتعرض نفسها عليه بكل مباهجها ، وإذ به يزهد بها ، ويعرض عنها ، لأنه إنما يريدها ويطلبها لله ، ولا يريدها لأنها تستحق أن تطلب وتراد . . وذلك يجعلنا نفهم بعمق طهر إسماعيل ( عليه السلام ) وصفاء نفسه ، ومدى استعداده للتضحية في سبيل الله ، وصبره على أعظم البلاء في سبيل رضاه جل وعلا . . يَا بُنَيَّ : وإذا أردنا أن نستنطق كلمات الآيات المباركة نفسها ، فإنها تقول : * ( قَالَ : يَا بُنَيَّ ) * . وهي كلمة تنضح بالعاطفة ، وتفيض بالحب والحنان - يا بني - هذه الكلمة الحنونة ، تفهم إسماعيل ( عليه السلام ) أن أباه حين يقدم على هذا الأمر العظيم ،