بها منك ، مد يدك نبايعك فقال : أين طلحة والزبير ؟ فكان أول من بايعه طلحة بلسانه وسعد بيده ، فلما رأى ذلك علي خرج إلى المسجد فصعد المنبر فكان أول من صعد إليه طلحة فبايعه بيده ، ثم بايعه الزبير وسعد وأصحاب النبي ( صلى الله عليه وآله ) ، ثم نزل فدعا الناس ، وطلب مروان فهرب منه وطلب نفراً من ولد مروان وبني أبي معيط ، فهربوا منه . وخرجت عائشة ( في مكة ) باكية تقول : قتل عثمان ، وجاء علي إلى امرأة عثمان فقال لها : من قتل عثمان ؟ قالت : لا أدري ، دخل عليه رجلان لا أعرفهما إلا أن أرى وجوههما ، وكان معهما محمد بن أبي بكر . وأخبرت علياً والناس ما صنع محمد ، فدعا علي محمداً فسأله عما ذكرت امرأة عثمان فقال : محمد لم تكذب ، قد والله دخلت عليه وأنا أريد قتله فذكر لي أبي فقمت عنه وأنا تائب إلى الله تعالى ، والله ما قتلته ، ولا أمسكته . فقالت : امرأته صدق ، ولكنه أدخلهما » . ( تاريخ دمشق : 39 / 419 ، وأسد الغابة : 4 / 32 ، وتاريخ الذهبي : 3 / 460 ) . وقد وصف علي ( عليه السلام ) بيعة الناس له ، كما في نهج البلاغة : 1 / 37 ، فقال : ( فيا لله وللشورى ، متى اعترض الريب في مع الأول منهم حتى صرت أقرن إلى هذه النظائر . لكني أسففت إذ أسفوا وطرت إذ طاروا ! فصغى رجل منهم لضغنه ، ومال الآخر لصهره ، مع هنٍ وهن . إلى أن قام ثالث القوم ، نافجاً حضنيه بين