وقال ابن حجر في فتح الباري : 3 / 55 : « استثنى عياض البقعة التي دفن فيها النبي ( صلى الله عليه وآله ) ، فحكى الاتفاق على أنها أفضل البقاع » . 2 . قال الإمام محمد الباقر ( عليه السلام ) عن الكعبة إنها أحب بقعة إلى الله : ( ما خلق الله عز وجل بقعة في الأرض أحب إليه منها ) . ( الكافي : 4 / 239 ) . وكونها أحب البقاع إلى الله تعالى ، لا يمنع أن يكون غيرها أفضل منها كالتربة التي دفن فيها النبي ( صلى الله عليه وآله ) ، ومنها التربة التي دفن فيها سبطه الحسين ( عليه السلام ) ، لأن حسيناً منه وهو منه ، وتربته من تربته ( صلى الله عليه وآله ) . 3 . أما تفضيل أهل بلد على غيرهم ، فالمقصود بهم المعاصرون لصدور النص ، أو من رضي بفعلهم ، وليس أبناءهم ولا كل كل من سكن ذلك البلد من الأجيال . فعندما يذم النبي ( صلى الله عليه وآله ) أهل مكة فمقصوده المعاصرون له منهم ، أو من فعل فعلهم ورضي به ، وليس كل جيل منهم ، ولا كل من سكن مكة . وعندما يذم علي ( عليه السلام ) أهل الكوفة ، أو أهل العراق ، فمقصوده الجيل المعاصر له ، وليس كل جيل منهم ، إلا من رضي بفعلهم . 4 . وقد يكون تفضيل أهل بلد على بلد في المستقبل في ظرف معين كالتفضيلات التي وردت لأهل بعض البلدان والأقوام الذين ينصرون الإمام المهدي ( عليه السلام ) ، أو يعادونه ويقفون ضده ، فهو تفضيل خاص بذلك