أقول : يدافع ابن كثير عن عثمان بتكذيب النصوص بدون دليل ، فمن الواضح أن الصحابة كانوا بين معارض لعثمان ثائر عليه ، أو ناقم ساكت لم يحرك يده ولا لسانه للدفاع عنه مع أن محاصرته طالت أربعين يوماً وأكثر ! وقد روى المؤرخون كالبلاذري في أنساب الأشراف : 5 / 141 ، أن الصحابة تكاتبوا وتشاكوا أمر عثمان : « لما كانت سنة 34 كتب بعض أصحاب رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) إلى بعض يتشاكون سيرة عثمان وتغييره وتبديله ، وما الناس فيه من عماله ، ويكثرون عليه ، ويسأل بعضهم بعضاً أن يقدموا المدينة إن كانوا يريدون الجهاد ، ولم يكن أحد من أصحاب رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) يدفع عن عثمان ولا ينكر ما يقال فيه ، إلا زيد بن ثابت ، وأبو أسيد الساعدي ، وكعب بن مالك بن أبي كعب من بني سلمة من الأنصار ، وحسان بن ثابت » . ويكفي أن الصحابة أفتوا بكفره وتحريم دفنه في مقابر المسلمين ، فقد وثق الهيتمي ذلك في مجمع الزائد : 9 / 95 ، قال : « فحملوه على باب وإن رأسه تقول على الباب طَقْ طَقْ ، حتى أتوا البقيع . . ثم أرادوا دفنه فقام رجل من بني مازن فقال : لئن دفنتموه مع المسلمين لأخبرن الناس غداً ! فحملوه حتى أتوا به حش كوكب » . وهو مقبرة اليهود .