لأطرحنَّها في عنقك أو لتتركنَّ بطانتك هذه ، أطعمت الحارث بن الحكم السوق وفعلت وفعلت . وكان عثمان ولَّى الحارث السوق فكان يشتري الجلب بحكمه ويبيعه بسومه ويجبي مقاعد المتسوّقين ويصنع صنيعاً منكراً فكُلَّم في إخراج السوق من يده فلم يفعل . وقيل لجبلة في أمر عثمان وسئل الكفّ عنه فقال : والله لا ألقى الله غداً فأقول إنا أطعنا سادتنا وكبراءنا فأضلَّونا السبيلا . . خطب عثمان في بعض أيامه فقال له جهجاه بن سعيد الغفاري : يا عثمان إنزل ندرِّعك عباءة ونحملك على شارف من الإبل إلى جبل الدخان كما سيَّرت خيار الناس . . . وكان جهجاه ممن بايع تحت الشجرة . . عن صالح ابن كيسان عن عمر بن عبد العزيز ، أن محمد بن أبي حذيفة ومحمد بن أبي بكر حين أكثر الناس في أمر عثمان قدما مصر وعليها عبد الله بن سعد بن أبي سرح ، ووافقا بمصر محمد بن طلحة بن عبيد الله وهو مع عبد الله بن سعد . . وغزا ابن أبي سرح إفريقية فأعدَّ لهما سفينة مفردة لئلَّا يفسدا عليه الناس ، فمرض ابن أبي بكر فتخلَّف وتخلَّف معه ابن أبي حذيفة ، ثم إنّهما خرجا في جماعة الناس فما رجعا من غزاتهما إلَّا وقد أوغرا صدور الناس على عثمان ، فلما وافى ابن أبي سرح مصر وافاه كتاب عثمان بالمصير إليه ، فشخص إلى