موته من مصائب الدهر ، فرحم الله مالكاً فقد وفى بعهده ، قضى نحبه ولقي ربه ، مع أنا قد وطنا أنفسنا على أن نصبر على كل مصيبة بعد مصابنا برسول الله ( صلى الله عليه وآله ) ، فإنها أعظم المصائب . . عن فضيل بن خديج ، عن أشياخ النخع قالوا : دخلنا على علي ( عليه السلام ) حين بلغه موت الأشتر ، فجعل يتلهف ويتأسف عليه ويقول : لله در مالك ، وما مالك ! لو كان جبلاً لكان فِنداً ، ولو كان حجراً لكان صَلْداً ، أما والله ليهدن موتك عالماً وليفرحن عالماً ، على مثل مالك فلتبك البواكي ، وهل موجود كمالك ؟ ! فقال علقمة بن قيس النخعي : فما زال عليٌّ ( عليه السلام ) يتلهف ويتأسف حتى ظننا أنه المصاب به دوننا ، وقد عُرف ذلك في وجهه أياماً » . وفي الإختصاص / 81 : « وبكى عليه أياماً ، وحزن عليه حزناً شديداً ، وقال : لا أرى مثله بعده أبداً » . وفي أمالي المفيد / 81 : « ولما بلغ أمير المؤمنين ( عليه السلام ) وفاة الأشتر جعل يتلهف ويتأسف عليه ويقول : لله در مالك ، لو كان من جبل لكان أعظم أركانه ، ولو كان من حجر لكان صلداً . أما والله ليهدن موتك عالماً ، فعلى مثلك فلتبك البواكي . ثم قال : إنا لله وإنا إليه راجعون ، والحمد لله رب العالمين ، إني أحتسبه عندك ، فإن موته من مصائب الدهر ، فرحم الله مالكاً فقد وفى بعهده وقضى نحبه ولقي ربه » .