بفتح مصر وقتل محمد بن أبي بكر ، وحتى أذَّن معاوية بقتله على المنبر ، فقال له : يا أمير المؤمنين ما رأيت يوماً قط سروراً مثل سرور رأيته بالشام حين أتاهم هلاك ابن أبي بكر ! فقال علي ( عليه السلام ) : أما إن حزننا على قتله على قدر سرورهم به ، لا بل يزيد أضعافاً . قال : فسرح علي ( عليه السلام ) عبد الرحمن بن شريح الشامي إلى مالك بن كعب ، فرده من الطريق » . وفي نهاية الإرب للنويري ( 1 / 112 ) : « فبعث إلى مالك بن كعب فرده من الطريق ، وذلك لأنه خشي عليهم من أهل الشام قبل وصولهم إلى مصر . واستقر أمر العراقين على خلاف علي ( عليه السلام ) فيما يأمرهم به وينهاهم عنه ، والخروج عليه والتنقد على أحكامه وأقواله وأفعاله ، لجهلهم وقلة عقلهم وجفائهم وغلظتهم ، وفجور كثير منهم . فكتب علي عند ذلك إلى ابن عباس وهو نائبه على البصرة ، يشكو إليه ما يلقاه من الناس من المخالفة والمعاندة . . . » . وقال اليعقوبي في تاريخه : 2 / 193 : « وجه معاوية بن أبي سفيان عمرو بن العاص على مصر على شرطٍ له ، فقدِمها سنة 38 ومعه جيش عظيم من أهل الشام ، فكان على أهل دمشق يزيد بن أسد البجلي ، وعلى أهل فلسطين شمير الخثعمي ، وعلى أهل الأردن أبو الأعور السلمي ومعاوية بن حديج الكندي على الخارجة .