على حقكم ، فكأنكم بهم قد بدؤوكم وإخوانكم بالغزو ، فاعجلوا إليهم بالمواساة والنصر . عباد الله إن مصر أعظم من الشام خيراً وخير أهلاً فلا تُغلبوا على مصر فإن بقاء مصر في أيديكم عزٌّ لكم ، وكبت لعدوكم . أخرجوا إلى الجرعة ( بين الكوفة والحيرة ) لنتوافى هناك كلنا غداً ، إن شاء الله . فلما كان الغد خرج يمشي فنزلها بكرةً فأقام بها حتى انتصف النهار يومه ذلك فلم يوافه منهم مائة رجل فرجع ، فلما كان العشي بعث إلى الأشراف فجمعهم فدخلوا عليه القصر وهو كئيب حزين فقال : الحمد لله على ما قضى من أمر ، وقدر من فعل ، وابتلاني بكم أيتها الفرقة التي لا تطيع إذا أمرتُ ولا تجيب إذا دعوتُ ! لا أباً لغيركم ما تنتظرون بنصركم ربكم والجهاد على حقكم : الموتَ ، أو الذلَّ لكم في هذه الدنيا في غير الحق ! والله لئن جاءني الموت ، وليأتيني فليفرقن بيني وبينكم وإني لصحبتكم لقال . ألا دينٌ يجمعكم ، ألا حميةٌ تغضبكم إذْ أنتم سمعتم بعدوكم ينتقص بلادكم ، ويشن الغارة عليكم ! أوليس عجباً أن معاوية يدعو الجفاة الظلمة الطغام فيتبعونه على غير عطاء ولا معونة ، فيجيبونه في السنة المرة والمرتين والثلاث ، إلى أي وجه شاء . ثم إني أدعوكم وأنتم أولوا النهى