كل فرد في الشام ، فقد يكون شاميٌّ ما أفضل من مصريٍّ ما . 6 . ويوجد معنى آخر لتفضيل البلاد ، هو تفضيل شخصية البلد الاجتماعية وسلوكه الجمعي العام على غيره ، فإن الأسر والعشائر والقرى والمدن والبلدان والأقاليم ، لها شخصيات متفاوتة ، فمنها القوي والضعيف ، ومنها الحسن والسئ . ولذلك تعرف الأسر بصفات لمجموع أفرادها ، فتقول إن أسرة حاتم الطائي أسرة كرم وجود ، تقصد مجموعها لا جميعها فقد يكون فيهم بخيل . وتقول : اليهود جبناء تقصد مجموعهم كشعب ، وقد يكون فيهم شجاع . وعندما تقول : أهل مصر أهل فهم ورقة قلب ، تقصد مجموعهم كشعب ، وقد يكون فيهم غبي وقاسي القلب ، لكنه لا يمنع تفضيل مجموعهم . حديث الصحابي عمرو بن الحمق الخزاعي رضي الله عنه رواه الحاكم في المستدرك : 4 / 448 : « عن عمرو بن الحمق رضي الله عنه ، عن رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) قال : ستكون فتنة أسلم الناس فيها ، أو قال لخير الناس فيها الجند الغربي ، فلذلك قدمت مصر . هذا حديث صحيح الإسناد ، ولم يخرجاه » . والطبراني في المعجم الأوسط : 8 / 315 ، والكبير : 8 / 315 ، وتاريخ البخاري الكبير : 6 / 313 ، ومجمع الزوائد : 5 / 281 ، وغيرها . قال السيوطي في شرح مسلم : 4 / 513 : « روى الطبراني والحاكم وصححه ، عن