ملاحظات 1 . نستنتج من نصوص غزوة ذات الصواري أنه لم يكن فيها معركة مهمة ، وأن سفن المسلمين رست على الشاطئ ، ورست سفن الروم مقابلها في البحر ، وأن اليوم الأول كان هدنة ولم يكن فيه اشتباك ، وكان الاشتباك في اليوم الثاني مع مراكب محدودة ، وسرعان ما بعث الله الريح والموج فنسفت مراكب الروم نسفاً ، فغرق أكثرها ونجا بعضها . ولهذا لا تجد في نصوص ذات الصواري وصفاً للمعركة إلا القول إنهم بعد أن ربطوا بعض السفن بسفن الروم هاجمهم الروم ، ومعناه أن الروم كانوا مهاجمين ، فهم الذين ربطوا السفن وهاجموا ، لكن الله تعالى سخر عليهم الريح . ويكفي أن تقرأ : « فبعث الله عليهم ريحاً فغرقتهم إلا قسطنطين نجا بمركبه فألقته الريح بسقلية ، فسألوه عن أمره فأخبرهم ، فقالوا : أشْمَتَّ بالنصرانية أعداءها وأفنيت رجالها ، لو دخل العرب علينا لم نجد من يردهم ! فقال : خرجنا مقتدرين فأصابنا هذا . . . وطرحت الأمواج جثث الرجال ركاماً » . وإذا صح أن قسطنطين جُرح فقد يكون جرحه من الأمواج لا من القتال . وكانت جزيرة صقلية مملكة تحت حكم الروم .