فكان معلم أهل مصر وأهل الشام ، وحسنت طهارته ، حتى رضي بها أبو عبد الله ( عليه السلام ) » . أقول : نبَّهه الإمام ( عليه السلام ) إلى خطأ الملحدين بنفي وجود الله تعالى ، بدون علم ولا إحاطة بهذا الكون المادي ، فضلاً عما وراءه . ثم نبهه إلى دليل النظم في الكون الذي يدل على القصد والحكمة والهدف ، وأن القاصد الهادف عز وجل لا بد أن يكون أقوى من الطبيعة المادية حتى يجبرها ويضطرها للخضوع لقوانينه وأنظمته . ذو النون المصري يروي عن الإمام الصادق ( عليه السلام ) فلسفة الحج في علل الشرائع للصدوق : 2 / 443 : « قال : سألت ذا النون المصري ، قلت : يا أبا الفيض ، لمَ صيَّر الموقف بالمشعر ، ولم يصيره بالحرم ؟ قال : حدثني من سأل الصادق ( عليه السلام ) ذلك فقال : لأن الكعبة بيت الله والحرم حجابه والمشعر بابه ، فلما أن قصده الزائرون أوقفهم بالباب حتى أذن لهم بالدخول ، ثم أوقفهم بالحجاب الثاني وهو مزدلفة ، فلما نظر إلى طول تضرعهم ، أمرهم بتقريب قربانهم ، فلما قربوا قربانهم وقضوا تفثهم وتطهروا من الذنوب التي كانت لهم حجاباً دونه ، أمرهم بالزيارة على طهارة .