عهد الإمام ( عليه السلام ) إلى مالك الأشتر من كنوز الأمة الإسلامية عهد أمير المؤمنين علي ( عليه السلام ) إلى الصحابي الجليل مالك الأشتر رضي الله عنه ، عندما ولاه مصر ( نهج البلاغة : 3 / 82 ) وهو برنامج عمل شامل للحاكم ، في سلوكه الشخصي ، والسياسي ، والعمراني . ولم يعرف قدره عالمنا الإسلامي مع الأسف ، وعرفه بعض الحقوقيين الغربيين فترجموه إلى الألمانية وغيرها ، وجعلوه مصدراً للتقنين . ولا يتسع المجال للإفاضة فيه ، فنكتفي بإيراد نصه ، ووضع عناوين لفقراته : هدف الحكم ( بسم الله الرحمن الرحيم . هذا ما أمر به عبد الله علي أمير المؤمنين مالك بن الحارث الأشتر ، في عهده إليه حين ولاه مصر : جباية خراجها ، وجهاد عدوها ، واستصلاح أهلها ، وعمارة بلادها . أصول الفكر والسلوك للحاكم أمره بتقوى الله وإيثار طاعته ، واتباع ما أمر به في كتابه : من فرائضه وسننه التي لا يسعد أحد إلا باتباعها ، ولا يشقى إلا مع جحودها وإضاعتها ، وأن ينصر الله سبحانه بقلبه ويده ولسانه ، فإنه جل اسمه قد تكفل بنصر من نصره ، وإعزاز من أعزه . وأمره أن يكسر نفسه من الشهوات ، ويزعها عند الجمحات ، فإن النفس أمارة بالسوء إلا ما رحم الله .