نفسي أهل مصر ، فأنت محقوق أن تخالف على نفسك ، وأن تنافح عن دينك ولو لم يكن لك إلا ساعة من الدهر . ولا تسخط الله برضا أحد من خلقه ، فإن في الله خلفاً من غيره ، وليس من الله خلف في غيره . صل الصلاة لوقتها الموقت لها ولا تعجل وقتها لفراغ ، ولا تؤخرها عن وقتها لاشتغال ، واعلم أن كل شئ من عملك تبعٌ لصلاتك » . وتعبيره الإمام ( عليه السلام ) : ( أعظم أجنادي في نفسي أهل مصر ) يعني أن مصر كانت يومها أهم بلد برأيه في فتوح الإسلام وحمل رسالته . فهو يفضلها كبلد وشعب ، على كافة بلاد الدولة الإسلامية يومها ، ويشير إلى ترشيحها لهذا الدور في المستقبل . وكفى بذلك فخراً . تفضيل علي ( عليه السلام ) لمصر على بلاد الشام روى الثقفي في الغارات : 1 / 288 ، وهو أقدم من الطبري وأوثق ، عن جندب بن عبد الله قال : « والله إني لعند عليٍّ ( عليه السلام ) جالس ، إذ جاءه عبد الله بن قعين جد كعب يستصرخ من قبل محمد بن أبي بكر ، وهو يومئذ أمير على مصر ، فقام علي فنادى في الناس : الصلاة جامعة فاجتمع الناس فصعد المنبر فحمد الله وأثنى عليه وصلى على النبي ( صلى الله عليه وآله ) ثم قال : أما بعد فهذا صريخ محمد بن أبي بكر وإخوانكم من أهل مصر ، وقد سار إليهم ابن النابغة عدو الله وعدوكم