وفي شرح الأخبار : 2 / 171 ، قال معاوية : « لا أخاف ذلك لأني في دار أمان ، لكن كيف أنا في حوائجك ؟ ! قالت : صالح . قال : فدعيني وإياهم حتى نلتقي عند الله » . ومعناه : أنه أرضاها بالمال فسكتت ! وكذلك سكت عبد الرحمن بن أبي بكر عن أخذ ثأر أخيه سكوتاً ذليلاً ، فقد كان في جيش عمرو العاص ، واعترض على قتل أخيه محمد ، لكن ابن حديج أصر عليه لأنهم قتلوا كنانة بن بشر ، وهو كندي من قبيلته ! فسكت عبد الرحمن ولم يقل شيئاً ! وكذلك سكت بنو تَيْم عن الأخذ بثأر محمد بن أبي بكر من بني أمية . مع أن القبائل لا تسكت عادة عن ثأر ابنها ، وحتى عن ثأر حليفها وغلامها ! معاوية خال المؤمنين ومحمد بن أبي بكر ليس خالهم ! قال إمام المعتزلة أبو جعفر الإسكافي في كتابه المعيار والموازنة / 21 : « وأبين من هذا في جهل الأنعام الضالة والحمُر المستنفرة ، أن عائشة عندهم في أزواج النبي ( صلى الله عليه وآله ) أفضل من بنت أبي سفيان وأكثر في الشهرة والمعرفة ، فإذا ذكر معاوية بسوء غضبوا وأنكروا ولعنوا ، وعلتهم أنه خال المؤمنين ! وإذا ذكر محمد بن أبي بكر بسوء رضوا وأمسكوا ومالوا مع ذاكره ، وخؤولته ظاهرة بائنة .