عمرو العاص ستة آلاف ، جاء بهم من الشام ، ولعل أهل خَرَبْتا مع معاوية بن حديج وزملائه كانوا ألفين . وهذا يدل على أن رواية الطبري ( 3 / 353 ) بأن عددهم عشرة آلاف مبالغة . ويبدو أنه لم يكن في الطرفين مقاتلون أولي بأس ، فأقوى جيش محمد كنانة بن بشر المتهم بقتل عثمان فقد قاتل قتالاً شديداً . ومحمد مقاتل متوسط . أما جيش معاوية فلم يكن فيهم مقاتل مميز ، لكن الموجة السياسية كانت لهم ، وكانوا أكثر ، فهزموا جيش محمد وكنانة ، وقتلوهما رضي الله عنهما . كما يدل على أن الأقباط لم يدخلوا طرفاً في صراع الحكم في مصر حتى بعد مضي ربع قرن على الحكم الإسلامي فيها ، ودخول كثير منهم في الإسلام . حزن أمير المؤمنين ( عليه السلام ) على محمد بن أبي بكر قال الثقفي في الغارات : 1 / 295 : « وحزن علي ( عليه السلام ) على محمد بن أبي بكر حتى رؤيَ ذلك فيه وتبين في وجهه ، وقام في الناس خطيباً فحمد الله وأثنى عليه ثم قال : ألا وإن مصر قد افتتحها الفجرة أولياء الجور والظلم ، الذين صدوا عن سبيل الله ، وبغوا الإسلام عوجاً . ألا وإن محمد بن أبي بكر قد استشهد ( رحمه الله ) ، فعند الله نحتسبه .