بصيغة تبرر ظلم الولاة لأهل مصر ، وكأن النبي ( صلى الله عليه وآله ) قال لهم : ستملكون أهل مصر وتأكلونهم ، وعليكم بالعافية ، لكن كلوهم وأبقوا منهم ، ولا تأكلوهم كما تأكلون الخضار وتستوفونها كلها ! ولفظ مصادرنا أبلغ : عن أم سلمة أنه ( صلى الله عليه وآله ) قال : « الله في القبط ، فإنكم ستظهرون عليهم ويكونون لكم عدة وأعواناً في سبيل الله » . ( وسائل الشيعة : 11 / 101 ) ومهما يكن ، ففي حديث عمرو بن الحمق ، وما ثبت عن أهل البيت ( عليهم السلام ) ، غنى عن البقية . جواب ملك مصر المؤدب للنبي ( صلى الله عليه وآله ) قال الأحمدي في مكاتيب الرسول ( صلى الله عليه وآله ) : 1 / 181 : « لما تم صلح الحديبية في شهر ذي القعدة سنة ست من الهجرة ، رجع رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) إلى المدينة . . فعندئذ كتب إلى الملوك من العرب والعجم ورؤساء القبائل والأساقفة والمرازبة والعمال وغيرهم ، يدعوهم إلى الله تعالى وإلى الإسلام ، فبدأ بإمبراطوري الروم وفارس ، وملكي الحبشة والقبط ، ثم بغيرهم ، فكتب في يوم واحد ستة كتب ، وأرسلها مع ستة رسل » . فكان أحسن رد جواب المقوقس ملك مصر ، وأسوأ رد جواب كسرى ، فقد مزق كتاب النبي ( صلى الله عليه وآله ) وطرد الرسول وحمله كيس تراب !