responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : مستدركات أعيان الشيعة نویسنده : حسن الأمين    جلد : 1  صفحه : 76


وكان أعيان معتزلة البصرة من واصل بن عطاء وعمرو بن عبيد من دعاته وأنصاره ويقول بعض المؤرخين : بايعه الأئمة من أهل عصره كمالك وأبى حنيفة ومن في طبقتهما .
خرج مع محمد جماعة من آل أبي طالب من أبناء الامام علي ومن أولاد جعفر الطيار وخرج معه اثنان من أولاد زيد بن علي عيسى وحسين وخرج معه جماعة آخرون اعتقدوا إمامته وقتلوا على ذلك ، ومنهم بعض من آل الزبير كعثمان بن محمد بن خالد بن الزبير المتقدم ذكره ، وقد خرج أكثر من خرج معه على أنه المهدي الموعود .
ومن السهل تعليل هذا التأييد الذي لقيه محمد بن عبد الله من العلويين والطالبيين وغيرهم وكذلك الانحراف الذي مني به المنصور والعباسيون فان مردهما إلى الاعتقاد أو إلى القول بالإمامة فاننا نعرف عن أولئك الفقهاء ونقلة الأثر والحديث في ذلك العصر وأمثال هؤلاء - ممن اعتزل الحكم وتجرد للتفقه والنسك والعبادة - أنهم يرون أن مناصب السياسة أهون من أن تراق في سبيلها ملء محجمة من الدم ، ولما كان الأمويون ومن بعدهم العباسيون على النقيض من ذلك في عدم التحرج من سفك الدماء في سبيل الملك والسلطان لم يسع أولئك إلا المجاهرة بالخلاف والخصومة العنيفة ، وعقد غير واحد من المؤرخين فصولا خاصة سموا فيها من أجاب دعوة محمد بن عبد الله أو خرج معه من أعيان ذلك العصر وأئمته في عدة من الأقطار ، وهي فصول تصلح للاحتجاج على متانة مركز بني الحسن من الناحية المعنوية في العصر المذكور وأن اضطربت آراء فريق من وجوه الطالبيين في خروجه وامتنع من امتنع منهم عن تأييده .
< فهرس الموضوعات > عمال محمد بن عبد الله < / فهرس الموضوعات > عمال محمد بن عبد الله أرسل محمد قبل ثورته وبعدها عماله ودعاته إلى مكة وإلى الشام واليمن والعراق ، ومن أشهر هؤلاء العمال والدعاة أخواه إبراهيم بن عبد الله وجه به إلى العراق قبيل ثورته وموسى ويعرف « بموسى الجون » في كتب الأنساب ، وقد استعلمه على الشام ، ومنهم محمد بن الحسن بن معاوية من أحفاد جعفر بن أبي طالب استعمله على مكة ويظهر من قوائم المؤرخين التي وردت فيها أسماء عماله أنه اختارهم من ذوي قرباه ولم يكتب لأكثر هؤلاء العمال نجاح يذكر في الأقطار المذكورة ، فهذا عامله على مكة لم يقم إلا يسيرا فيها حتى استدعاه محمد لما خرج إليه عيسى بن موسى ولكن محمدا قتل وعامله هذا في طريقه إلى المدينة فهرب إلى العراق ولحق بإبراهيم بن عبد الله وأقام عنده حتى قتل ، وقد مني موسى أخو محمد وعامله على الشام بالفشل أكثر من غيره ، تجهمه أهل الشام واستقبلوه استقبالا رديا وكان أثر الرعب والوجوم باديا على القوم منذ زوال الدولة الأموية واستئصال امرائها وأبادتهم . تدلنا على ذلك رسالته التي بعث بها إلى أخيه من دمشق وقد جاء فيها : « أخبرك أني لقيت الشام وأهله فكان أحسنهم قولا الذي قال : والله لقد مللنا البلاء وضعفنا حتى ما فينا لهذا الأمر موضع ولا لنا به حاجة ، ومنهم طائفة تحلف لئن أصبحنا من ليلتنا وأمسينا من غد ليرفعن أمرنا ، فكتبت إليك وقد غيبت وجهي وخفت على نفسي » وقد ترك موسى الشام بعد رسالته هذه إلى المدينة وقيل إلى البصرة - وهو الأصح فيما نرى - والمرجح أنه ترك الشام بعد أن حوصر أخوه في المدينة وذهب رأسا إلى البصرة ملتجئا إلى قريبه محمد بن سليمان العباسي في البصرة ولكن هذا وبخه توبيخا شديدا وجبهة بكلمات نابية تدل على اضطراب ورعب من المنصور ، وقد أشار المؤرخون إلى مصير موسى بعد وصوله إلى العراق وسجنه في أيام المنصور والإفراج عنه في عصر ابنه المهدي وذكروا أنه عاش إلى أيام هارون الرشيد وله معه أحاديث لطيفة هذا ولم يغفل المؤرخون أسماء ولاة محمد بن عبد الله وقضاته على المدينة ووزرائه في إدارة الشؤون الحربية والمالية والقضائية .
< فهرس الموضوعات > إبراهيم يثأر لأخيه في العراق < / فهرس الموضوعات > إبراهيم يثأر لأخيه في العراق هرب عدد من أقرب المقربين إلى محمد بن عبد الله - بعد مقتله سنة 145 - وعدد من ولاته وعماله إلى البصرة ، وقد اشتملت باديتها على كثير من أنصار بني الحسن عقدوا البيعة لأخيه إبراهيم بن عبد الله ونادوا وأعلنوا الخلاف على الدولة العباسية .
يعد إبراهيم بن عبد الله - أخو النفس الزكية - من أشهر رجال بني الحسن علما وفقها لم يملأ عين المنصور بعد أبيه وأخيه غيره من بني الحسن ، وله ضلع في الأدب ويروى له شعر ، ومن رأى بعض المؤلفين في الأدب والتاريخ أن « المفضليات » من جمع إبراهيم بن عبد الله جمعها من دواوين العرب لما كان مختفيا في منزل « المفضل الضبي » فلما قتل إبراهيم نسبت المفضليات إلى المفضل المذكور ، وكان المفضل زيديا ومن رواة حديثه وشعره كما كان إبراهيم يكثر من الإقامة عنده .
كنز المادحون من الشعراء لإبراهيم ، ومن مداحه بشار بن برد ، وحسبنا من شعره في إبراهيم قصيدته السائرة التي تعد من عيون الشعر العربي وفيها يقول :
< شعر > أقول لبسام عليه جلالة غدا أريحيا عاشقا للمكارم من الفاطميين الدعاة إلى الهدى سراج لعين أو سرور لعادم < / شعر > أتى إبراهيم نعي أخيه فخرج وأخبر الناس في البصرة ، وكانت البصرة موالية له جدا كما كان البصريون من أكثر أنصاره وأشدهم انقيادا وطاعة له ، ولإبراهيم كلمة بليغة في الثناء على البصريين لايوائهم إياه مع أصحابه وقد اتخذ أصحابه من هذه الكلمة شعارا لهم وأنشودة ينشدونها ، وقد جاء في ختام الكلمة قوله : « إن أملك فلكم الجزاء وإن أهلك فعلى الله الوفاء » .
توالت على المنصور الفتوق - بعد خروج إبراهيم - من البصرة والأهواز وفارس وواسط والمدائن والسواد إلى جانب كثير من أهل الكوفة ، ويبدو لنا أن كثيرا من زعماء العراق في الكوفة وفي الموصل وغيرهما مالوا إلى إبراهيم وبايعوه وقد أجمع المؤرخون على أن إبراهيم وجم واغتم بخروج أخيه وأمره إياه بالخروج فلعله كان يرى خروجه مبتسرا أي قبل أوانه ، ويفهم أن المنصور أكثر من استشارة رجال دولته في أمر إبراهيم وخروجه ، وقد أخذ برأي من ارتاى منهم بان يقاتله بجند من أهل الشام لأنهم لا يميلون إلى آل أبي طالب بخلاف العراقيين .
استولى إبراهيم على واسط والقسم الجنوبي من العراق وأرسل إلى تلك الجهات عماله ، بايعه أهل واسط بعد البصريين وبايعه الزعماء والفقهاء ولم يبق أحد إلا تبعه وقد سمى أبو الفرج جميع من خرج معه من الفقهاء والمحدثين ونقلة الآثار وكانت وجهته الكوفة وفيها المنصور ، ويلاحظ أن كثيرا من أصحابه لا بصر لهم بفنون الحرب ولكنهم شجعان وقد وقعوا في هفوات حربية إليها مرد ظفر الجيش العباسي ، وبعض هذه الغلطات الحربية في واقعة « باخمرى » أدت إلى مقتله وتشجيع جيش أبي جعفر المنصور على الثبات بعد الهزيمة ، وعلى كل حال كانت ثورة إبراهيم في العراق أخطر من ثورة أخيه في المدينة ، وبين الثورتين فروق أخصها أن ثورة إبراهيم ألحقت بالدولة العباسية خسائر كبيرة في الأموال والأرواح وهي أضعاف ما ألحقته ثورة أخيه المذكورة وكانت وقعة باخمرى قريبة من الكوفة وفيها سرير المنصور .

76

نام کتاب : مستدركات أعيان الشيعة نویسنده : حسن الأمين    جلد : 1  صفحه : 76
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست