responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : مستدركات أعيان الشيعة نویسنده : حسن الأمين    جلد : 1  صفحه : 70


البربر المجاورة للجزيرة الأندلسية الخضراء ، وكان إدريس أكثر اخوته نجاحا في خروجه على الدولة العباسية - كما سنراه عن قريب - بيد أن عبد الله بن الحسن كان معنيا أشد العناية بحمل أبي عبد الله جعفر بن محمد على التازر مع بني الحسن وقصده غير مرة من أجل الدخول معهم في البيعة لابنه إلا أنه عجز عن إقناعه ولم يخرج من محاورته ومداورته بشيء .
كانت حجة جعفر بن محمد أبلغ ورأيه أسد وأصوب ، ولهذا لجا بعض الطالبيين وأنصارهم من الزيدية إلى الشدة مع الامام المذكور ، تولى ذلك - في رواية مشهورة - عيسى بن زيد بن علي المعروف بمؤتم الأشبال ، وكان عيسى هذا في أوائل من استجاب لدعوة بني الحسن مع أنه ابن عم جعفر بن محمد ومن أقرب العلويين نسبا إليه .
< فهرس الموضوعات > عيسى بن زيد أو الظليم النافر < / فهرس الموضوعات > عيسى بن زيد أو الظليم النافر تروى لعيسى بن زيد مؤتم الأشبال في عنفه وشدته وفي جرأته ومحاولاته لاكراه ابن عمه على البيعة أخبار كثيرة وإن غمزها بعض المعنيين في معالجة هذا الموضوع ، هذا وفي الحكم على عيسى مدحا وذما وجرحا وتعديلا أقوال عدة فهو في قول مشهور لم يحجم عن إيذاء جعفر بن محمد وتهديده وإرادته على البيعة للنفس الزكية وعلى المساهمة في الحرب فامتنع امتناعا شديدا وامتنع معه أصحابه وطال الأخذ والرد بين الفريقين وتغالظا الكلام ، وكيف لا يمتنع الامام وهو يرى أن محمد بن عبد الله هالك لا محالة وكيف يستجيب لدعوة القوم وهو يخبرهم بان صاحبهم مقتول في حال مضيعة ، وكانت له كلمات موجعة جابه بها عيسى في بعض المواقف المذكورة رواها أصحاب الأخبار في حديث طويل منها قوله « يا اكشف يا أزرق لكاني بك تطلب جحرا تدخل فيه وما أنت من المذكورين في اللقاء وإني أظنك إذا صفق خلفك طرت مثل الهيق النافر » .
هذا ما قاله أبو عبد الله جعفر بن محمد لابن عمه عيسى وهو يعيبه ويغمزه بالضعف وينذره بوخامة العقبي ، وكان الأمر كما قال إذ أن عيسى - كما جاء في سيرته - عاش في البقية الباقية من عمره متنكرا في الكوفة على حالة يرثى لها ومات متواريا في بيوت أنصاره وأنصار أبيه من الزيدية ، ولا بد لنا من القول في هذا الصدد أن جعفر بن محمد فادى في سبيل اعتراضه على هذه البيعة كما فادى من قبل بمال كثير له وأكثر منه لأصحابه صادره العلويون الثائرون ، وكان له في المدينة عدد كبير من الأصحاب .
ومما لا شك فيه أن أصحابه المذكورين محصوا في هذه المحنة الثانية كما محصوا في محنتهم الأولى في أواخر العصر الأموي طبقا لحديث قال فيه : « لا بد للناس أن يمحصوا أو يميزوا أو يغربلوا » .
هذا ولعيسى المذكور اخوته ، ومنهم الحسين ذو الدمعة ويحيى بن زيد الثائر في خراسان ، وكان موقف الحسين ذي الدمعة لا يشبه موقف أخيه عيسى فيما يراه أكثر المحدثين بل كان جعفر بن محمد يعنى به ويعطف عليه ولا عجب فإنه نشا في حجره ، ويلاحظ أنه ممن تضاربت في حالة أقوال القوم فعده بعضهم من الضعفاء ، وخرج له آخرون أحاديث متفرقة في بعض المسائل الفقهية .
< فهرس الموضوعات > أبناء زيد والزيدية في صفوف بني الحسن < / فهرس الموضوعات > أبناء زيد والزيدية في صفوف بني الحسن كان في طليعة من بايع النفس الزكية اثنان من أشهر أولاد زيد بن علي وهما عيسى مؤتم الأشبال والحسين ذو العبرة كما أنهما انضما بعد مقتل محمد إلى أخيه إبراهيم الثائر في العراق ، ولذلك قال أبو جعفر المنصور : « ما لي ولابني زيد وما ينقمان علينا ألم نقتل قتلة أبيهما ونطلب بثارهما ونشف صدورهما ! » ، والأغرب من أن اثنين من أولاد الامام جعفر بن محمد نفسه مالا إلى الزيدية وهما عبد الله ومحمد خرج الأول مع النفس الزكية وكان متهما لخلاف على أبيه ودعا إلى نفسه من بعده وخالط الحشوية فيما يقال وله أتباع يعرفون بالفطحية ، وخرج الثاني على المأمون بمكة سنة 199 وأيدته الزيدية الجارودية ولكن المأمون ظفر به في قصة مشهورة .
تناسى هؤلاء الزيدية من العلويين ما كان بينهم من خلاف في العصر الأموي ذلك أن عددا من وجوه بني الحسن لم يخرجوا مع زيد ولم يشهدوا الحرب التي دارت في الكوفة بينه وبين عمال الأمويين عليها بل كان هؤلاء الوجوه على صفاء - ولو في الظاهر - مع هشام بن عبد الملك ومع الوليد من بعده ، ويحكى أن عبد الله بن الحسن خطب في المدينة منددا بحركة زيد في العراق متبرأ منها ، والأرجح أنه كان مكرها على ذلك ، ومهما كان الباعث على عمله هذا فان فيه دليلا قاطعا على حيدة بني الحسن في الثورة المذكورة .
تناسى القوم ذلك لأن ركن الامامة في عقيدة الزيدية هو الجهاد والخروج أمرا بالمعروف ونهيا عن المنكر مضافا إلى شرائط اخرى ، وقد خرج محمد بن عبد الله ودعا إلى نفسه فهو الامام ، ويقال أن محمدا هذا أوصى إلى عيسى بن زيد بعد أخيه إبراهيم وسرعان ما أصبح عيسى من ثقاة محمد بن عبد الله وصاحب شرطته في المدينة .
< فهرس الموضوعات > التمييز بين زيد والزيدية < / فهرس الموضوعات > التمييز بين زيد والزيدية ظهرت الزيدية في الفترة الواقعة بين عصر الامام أبي جعفر محمد بن علي وعصر ابنه أبي عبد الله جعفر بن محمد منشقة عن الامامية ، والزيدية تفترق عن الامامية بأنها تعد الدعوة والجهاد ركنا من أركان الامامة ، هذا إلى فوارق اخرى ذكرها المعنيون بتاريخ الفرق الإسلامية ، وبناء على أصول المذهب الزيدي المذكور بايع الزيدية كل علوي ثائر إذا توفرت فيه شروط الامامة ، بايعوا غير واحد من بني الحسن كالنفس الزكية وأخويه إبراهيم ويحيى ثم غيرهم من العلويين الثائرين من أبناء الحسن والحسين .
يعنى المحدثون والمؤلفون في سيرة أئمة أهل البيت بسيرة زيد وباخباره في خروجه ومقتله عناية فائقة لا يعهد مثلها فيما يكتبونه عن بني الحسن وعن خروج من خرج ومقتل من قتل منهم في الحجاز والعراق وخراسان ، ومن ذلك يستنتج أن أصحاب الامام جعفر بن محمد يفرقون بين زيد والزيدية فكان زيد معذورا في خروجه على هشام بن عبد الملك وإن لم يخرج معه ابن أخيه ولا أوصى أحدا من أصحابه بالخروج معه ولم يكن بنو الحسن بهذه المثابة فان خروجهم لم يكن مستساغا لدى الامام المذكور كما يتجلى ذلك واضحا في جوامع حديثهم وأخبارهم وفي بعض الكتب المؤلفة في الأنساب . ومن المسلم عند كثير منهم انحراف بني الحسن عن الائمة من أبناء عمهم المذكورين .
خيف على زيد بن علي من الخروج وحذره أخوه الامام محمد بن علي وأخبره أنه مقتول إذا خرج وإنه لا يملك أكثر من حيطان المدينة ولذلك لم يخرج في عصر أخيه وإنما خرج في عصر ابن أخيه .
كان لمقتل زيد أثر بالغ في نفس ابن أخيه جعفر بن محمد وبان عليه حزن شديد يدل على ذلك أنه ابنه بكلمات مؤثرة وواسى أهله وذويه وأهل من قتل معهم

70

نام کتاب : مستدركات أعيان الشيعة نویسنده : حسن الأمين    جلد : 1  صفحه : 70
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست