responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : مستدركات أعيان الشيعة نویسنده : حسن الأمين    جلد : 1  صفحه : 242


على السادة بالعراق أي أن أحيط بداره ذات ليلة ، فجزع لذلك وكتب كتابا ثبتا يحتوي على جميع ما يملكه من جميع الأشياء حتى حلي ثيابه وكتب في ظهره : إن العبد ورد هذا البلد وليس له شيء يلبسه ويركبه وهذا المثبت في هذا الثبت إنما استفدته من الصدقات الامامة والتمس أن يصان في نفسه وأهله . فورد الجواب عليه : إننا لم ننقم عليك بما سترده وقد علمنا ما صار إليك من مالنا وتربيتنا وهو موفر عليك . وذكر له أمرا اقتضى له أن يعزل . فسال أن ينقل إلى دار ليأمن من سعي الأعداء وتطرقهم إليه بشيء من الباطل ، فنقل إلى هناك وبقي في داره مصونا إلى حين وفاته . وقد قيل في سبب عزله أقوال منها أن الخليفة الناصر القي إليه رقعة ولم يعلم صاحبها وفيها هذه الأبيات : [1] < شعر > ألا مبلغ عني الخليفة أحمدا توق وقيت الشر ما أنت صانع وزيرك هذا بين شيئين فيهما فعالك يا خير البرية ضائع فان كان حقا من سلالة أحمد فهذا وزير في الخلافة طامع وإن كان فيما دعي غير صادق فاضيع ما كانت لديه الصنائع < / شعر > ومنها أنه كان لا يوفي الملك صلاح الدين بن أيوب ما ( له ) من الألقاب .
وكان صلاح الدين هو الذي أزال الدولة العبيدية ( الفاطمية ) من مصر وخطب للخليفة الناصر بالخلافة هناك فيقال إن بعض رسله إلى دار الخلافة لما أنهى ما جاء لأجله قال : عندي رسالة أمرت أن لا أؤديها إلا مشافهة في خلوة . فلما خلا به قال : العبد يوسف بن أيوب يقبل الأرض ويقول : تعزل الوزير ابن مهدي وإلا فعندي باب مقفل خلفه قريب من أربعين رجلا ، أخرج واحدا منهم وأدعو له بالخلافة في ديار مصر والشام . فكان هذا سبب عزل الوزير . [2] وكان ( نصير الدين ) جبارا مهيبا وجد ذات يوم رقعة في دواته واستعبرها ولم يعلم من طرحها فإذا فيها شعر :
< شعر > لا قاتل الله يزيدا ولا مدت يد السوء إلى نعله فإنه قد كان ذا قدرة على اجتثاث العود من أصله لكنه أبقى لنا مثلكم أحياء كي يعذر في فعله < / شعر > فقامت عليه القيامة ، فاجتهد فلم يعرف من ألقاها « [3] وقال ابن الأثير في حوادث سنة 592 : « وفي شوال منها أثبت نصير الدين ناصر بن مهدي العلوي الرازي في الوزارة » والصحيح نيابة الوزارة ألا تراه قال في حوادث سنة 604 في خبر عزله : « كان هذا نصير الدين ناصر بن مهدي العلوي من أهل الري من بيت كبير فقدم بغداد لما ملك مؤيد الدين ابن القصاب وزير الخليفة الري ولقي من الخليفة قبولا فجعله نائب الوزارة ثم جعله وزيرا » . ثم إن هذا مخالف للتاريخ قال ابن الساعي في حوادث سنة 597 : « وفي تاسع عشر صفر خلع على نصير الدين أبي الحسن ناصر بن مهدي العلوي الرازي وولي نيابة الوزارة وركب إلى الديوان العزيز وجلس [4] به ونفذ المراسم الشريفة الناصرية ووقع إلى الأطراف » وقال في حوادث السنة المذكورة : « وفي خامس ذي القعدة خرج نصير الدين ناصر بن مهدي المذكور وخرج معه الأمير طاشتكين لاستعراض العساكر وكان على عزم التوجه إلى اليمن لمحاربة إسماعيل ابن سيف الإسلام طغدكين لأنه ادعى أنه أموي وسمى نفسه خليفة فأغناهم الله عن قصده وقصمه وطهر البلاد منه » .
وقال في حوادث سنة 602 : « وفي ثاني عشر جمادى الأولى منها أشهد الامام الناصر لدين الله - رضي الله عنه - على نفسه الشريفة بالوكالة الجامعة للوزير نصير الدين ناصر بن مهدي ، العدلين أبا منصور ابن الرزاز وأبا نصر بن زهير » وقال : فيها : « وفي ثامن ذي الحجة من السنة خلع على نائب الوزارة نصير الدين ناصر بن مهدي بباب الحجرة الشريفة خلع الوزارة وخرج راكبا من هناك وجميع أرباب الدولة بين يديه رجالة وكذلك الأمراء إلى الديوان العزيز وجلس في دست الوزارة وكتب إنهاء وعرضه فبرز الجواب عنه على يد الأستاذ تاج الدين رشيق القادم الخاص فقرأه على الحاضرين وعاد إلى داره » ثم قال في سنة 604 : « وفي يوم السبت ثاني عشري جمادى الآخرة من سنة أربع وستمائة المذكورة عزل الوزير نصير الدين أبو الحسن ناصر بن مهدي العلوي ، حضر عنده ليلا من شافهه بالعزل وأغلق بابه وضرب له الطبل في تلك الليلة بالرحبة جريا على عادته واحتيط على داره وأبوابه وكذلك دار ولده ركن الدين محمد المقدم ، ذكر عزله ( عن صدرية المخزن ) ثم نقل هو وأولاده إلى دار بالصاغة من دار الخلافة المعظمة ونقل معه أمواله وأسبابه جميعها وجعل معه غلمان من رجال الدار العزيزة يحفظونه » .
وقال ابن الأثير في حوادث سنة 604 تحت عنوان ( ذكر عزل الوزير نصير الدين وزير الخليفة ) وقد نقلنا بعضه آنفا : « فلما كان في الثاني والعشرين من جمادى الآخرة من هذه السنة عزل وأغلق بابه وكان سبب عزله أنه أساء السيرة مع أكابر مماليك الخليفة فمنهم أمير الحاج مظفر الدين سنقر وجه السبع [5] فإنه هرب من يديه إلى الشام سنة ثلاث وستمائة ، فارق الحاج بالمرجوم وأرسل يعتذر ويقول : إن الوزير يريد أن لا يبقى في خدمة الخليفة أحد من مماليكه ولا شك أنه يريد أن يدعي الخلافة . وقال الناس في ذلك فأكثروا وقالوا الشعر فمن ذلك قول بعضهم :
< شعر > ألا مبلغ عني الخليفة أحمدا < / شعر > [6] . . . فعزله ، وقيل في سبب ذلك غيره ولما عزل أرسل إلى الخليفة يقول : إنني قدمت إلى هاهنا وليس لي دينار ولا درهم ، وقد حصل لي من الأموال والاعلاق النفيسة وغير ذلك ما يزيد على خمسمائة ألف دينار . [7] ويسال أن يؤخذ منه الجميع ويمكن من المقام بالمشهد أسوة ببعض العلويين ، فأجابه ( الخليفة الناصر : إننا ما أنعمنا عليك بشيء فنوينا إعادته ولو كان ملء الأرض ذهبا ، ونفسك في أمان الله وأماننا ولم يبلغنا عنك ما يستوجب به ذلك ، غير أن الأعداء قد أكثروا فيك ، فاختر لنفسك موضعا تنتقل إليه موقرا [8] محترما . فاختار أن يكون تحت الاستظهار من



[1] في الكامل لابن الأثير في حوادث سنة 604 « قول بعضهم » وفي نسخة ثانية من الكامل خطية « الشعر ليعقوب بن صابر » . وجاء في كتاب الحوادث « ص 10 » أنها ليعقوب بن صابر المنجنيقي . قال : وكان كثير الدخول على الوزير ناصر بن مهدي ثم صار إذا جاء يجلس ظاهر الستر وذكر له أبياتا وقال : ثم انقطع عنه مدة فلما دخل اليه أنكر عليه انقطاعه ، وذكر له بيتين ، قال : ثم هجاه فقال : < شعر > « خليلي قولا للخليفة أحمد » < / شعر > .
[2] قال مصطفى جواد : لقد عجبت أشد العجب من نقل السيد ابن عنبة هذه القصة المزورة فالسلطان صلاح الدين توفي سنة « 589 » بإجماع المؤرخين الذين ذكروا سيرته ، وناب نصير الدين ناصر بن مهدي في الوزارة سنة 597 كما في الجامع المختصر 9 : أي بعد وفاة صلاح الدين بثلاث سنين وكان قرض الدولة الفاطمية على عهد المستضيء والد الناصر لا على عهد الناصر ولم يكن لصلاح الدين من الجرأة أن يقول للناصر ذلك القول فضلا عن أنه كان يعتقد قطع خطبة الفاطميين وخلافتهم من الأمور الواجبة لأنه كان شافعيا .
[3] عمدة الطالب » ص 62 - 64 طبعة النجف والعجب كيف مرت هذه القصة على السيد محمد صادق آل بحر العلوم المشرف على تصحيح الكتاب ولم ينتبه إلى هذا الغلط التاريخي .
[4] من العجيب أن عز الدين ابن الأثير ذكر في حوادث سنة 592 تثبيته في الوزارة وذلك غير صحيح ( الكامل في حوادث سنة 592 ) .
[5] ذكر ابن الأثير في حوادث سنة » 603 « أنه » فيها فارق أمير الحاج مظفر الدين [ ستقر ] سنقر مملوك الخليفة المعروف بوجه السبع الحاج بموضع يقال له المرجوم ومضى في طائفة من أصحابه إلى الشام وسار الحاج ومعهم الجند فوصلوا سالمين ، ووصل هو إلى الملك العادل أبي بكر بن أيوب فاقطعه إقطاعا كثيرا بمصر وأقام عنده إلى أن عاد إلى بغداد سنة ثمان وستمائة في جمادى الأولى فإنه لما قبض على الوزير ( ناصر بن مهدي ) أمن على نفسه وأرسل يطلب العودة فأجيب قلنا عزل الوزير بسنة 604 فلما ذا تأخر رجوعه ؟
[6] ذكرنا الأبيات آنفا من عمدة الطالب وأشرنا إلى ورودها في كتاب الحوادث .
[7] في نسخة الكامل المطبوعة المتداولة « خمسة آلاف دينار » وهو غير معقول ولا مقبول فرجعنا إلى النسخة الخطية الأولى فإذا المبلغ كما ذكرناه .
[8] في النسخة الخطية « موفورا » وهو الفصيح .

242

نام کتاب : مستدركات أعيان الشيعة نویسنده : حسن الأمين    جلد : 1  صفحه : 242
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست