responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : مستدركات أعيان الشيعة نویسنده : حسن الأمين    جلد : 1  صفحه : 228


< شعر > ما بين ناشر حبل أمس أبرمه تعد مسنونة من بعده البدع < / شعر > ويتجاوز الكثير من الأمور :
< شعر > فقلت : كانت هنات لست أذكرها يجزي بها الله أقواما بما صنعوا < / شعر > بغية إبلاغ رجال موقفا سياسيا يناقش أسسهم في اختيار الخليفة < شعر > باي حق بنوه يتبعونكم وفخركم أنكم صحب له تبع . . . وفيم صيرتم الإجماع حجتكم والناس ما اتفقوا طوعا ولا اجتمعوا < / شعر > ويستطرد موضحا حججه ، وينتهي إلى إكبار الامام علي وبيان ما يتميز به من صفات وكفاءه :
< شعر > صبرت تحفظ أمر الله ما اطرحوا ذبا عن الدين فاستيقظت إذ هجعوا < / شعر > وكان ، في مكان آخر ، قد أشار إلى نهج الامام في الحكم ، ومن إشاراته :
< شعر > - ثم قسمت بالسواء بينهم فعظم الخطب عليهم وثقل - ولما امتطاها علي ، أخوك ، رد إلى الحق فاستثقلا ، < / شعر > ويؤكد تأييده للحق :
< شعر > جاهدت فيك بقولي يوم تختصم الأبطال ، إذ فات سيفي يوم تمتصع ، هذا الحق الذي يمثل دنياه وآخرته :
هواكم هو الدنيا وأعلم أنه يبيض يوم الحشر سود الصحائف < / شعر > قيل في مواقف مهيار الكثير ، وقد أشرنا إلى بعض ما قيل ، وكان مهيار يعرف ما يقال عنه ، فكان يبتسم مشفقا على القائلين ، ثم لا يلبث أن يخاطبهم محددا أسباب غيظهم ودوافعه طالبا من الله أن يكون الحكم فيلعن المداجي والكاذب ويعذبهما :
< شعر > . . . من معشر لما مدحتك غظتهم فتناوشوا عرضي وشانوا شانيا لما رأوا ما غاظ مني شنعوا حاشاك أني قلت فيك مداجيا والله ينصب لعنه وعذابه من قال فيك ومن يقول مرائيا < / شعر > 7 - هم الشعر ويتضح ، من خلال هذا كله ، ان مهيار لا يناهض العرب ، كما أنه لا يناصر الفرس ، وإنما يتخذ مواقف تنبثق من رؤية إنسانية للعالم والحياة واضحة وشاملة وعميقة ، وترتكز رؤيته على إيمان عميق بمبادئ الإسلام الذي فك أسره وهداه وجعله إنسانا ذا قيمة ومعنى في هذا الوجود . وكان يريد لشعره أن يعادل هذه الرؤية فنيا وينقلها للآخرين ، كما بدا لنا من تأكيده على عزمه نصرة مبادئه بشعره ولسانه .
وهذا يعني أن مهيار كان يرى أن للشعر تأثيرا في القلوب كبيرا قد يفوق تأثير السيوف القواطع :
< شعر > إن اللسان لوصال إلى طرق في القلب لا تهتديها الذبل الشرع < / شعر > وطالما كان للشعر مثل هذا التأثير في التغلغل إلى حنايا النفس الإنسانية ، فان الشاعر كان يجهد في صوغه شعرا جميلا مؤثرا يصفه بقوله :
< شعر > وكالشجا قافية أسغتها لو عارضت حنجرة البازل أط < / شعر > ( أط أن ) .
ويتضح ، من خلال قراءة نماذج من قصائد مهيار ، أنه يملك مفهوما للشعر يرى إليه بوصفه التعبير الصادق الجميل الذي يجسد الرؤية وينقلها مؤثرا أشد تأثير . وانطلاقا من هذا الفهم للشعر كان مهيار يعنى بشعره عناية فائقة فيقول موجبا العناية به محددا مصدره :
< شعر > وأحن عليه فإنه ولد أبوه قلب وأمه خاطر < / شعر > وإن يكن الشعر في مثل هذا الموقع ، كانت العناية به واجبة ، وقد يرقى حب صون الشعر وعدم امتهانه إلى مستوى الواجب الديني :
< شعر > والشعر صنه ، فالشعر ، يحتسب الله ، إذا لم يصن على الشاعر لا تمتهنه في كل سوق فقد تربح حينا وبيعك الخاسر < / شعر > وينسجم مهيار مع فهمه هذا فيصون شعره عن الهجاء والمديح الكاذب ويحصر أغراض شعره في شئون حياته الخاصة من تهنئة وعتاب وشكر ووصف مقدما لهذا كله بمقدمات وجدانية . وهو إن مدح أحدا فلا يقف على الأبواب ويمدح بما يراه مناقب تستأهل المديح ، فيقول ، على سبيل المثال في احدى قصائده المدحية :
< شعر > ينصح الله والخلافة لا يرفع في شهوة ولا يضع وزارة مذ أتيتها عاشت السنة وماتت البدع تشهد لي انها اليقين قضايا الله والمسلمون والجمع < / شعر > وقد جعله هذا الفهم للشعر : مصدرا ووظيفة وتأثيرا يبتعد عن التقليد وبخاصة عن المقدمات الطللية فنسمعه يقول فيها :
< شعر > أجدك بعد أن ضم الكئيب هل الأطلال إن سئلت تجيب < / شعر > ويبدو مهيار ، في قوله هذا ، وكأنه يحث على الانصراف إلى موضوعات الحياة وقضايا الإنسان .
إن اللافت في شعر مهيار ، وقد أشرنا إلى ذلك غير مرة ، ولعلنا لاحظناه في الأبيات التي كنا نثبتها استشهادا ، هو فنية هذا الشعر المتمثلة في الصور وفي فنية الأسلوب وأناقته ، نلمس هذه الفنية التي تبعد عن الصناعة البديعية وإن كانت تفيد منها صانعة ما يسمى ب « سحر الألفاظ » المتكون من تضادها وتالفها وتكرارها وتناغمها وتكونها موسيقى داخلية تلحظ في الكثير من المقاطع والأبيات .
والواقع أن الأمثلة على ما نذهب إليه كثيرة جدا ، ونكتفي هنا على سبيل التمثيل فقط ، إضافة إلى معظم ما اقتبسناه استشهادا في ثنايا قراءتنا هذه ، بذكر بعض الأبيات المشيرة إلى ما نذهب إليه ولنقرأ هذا البيت :
< شعر > أما ترون كيف نام وحمى عيني الكرى ، فلم ينم ظبي الحمى ! ؟
< / شعر > ونتوقف أمام هذه الألف التي تتكرر وكأنها نفس طويل يتأوه أو كأنها امتداد مدى يرتسم في الأفق ، بانتظار إطلالة ، ويقوم الانتظار قلقا ومتقطعا ، فلنذكر كي نحس بذلك إلى هذه المحطات التي نتوقف عندها في هذا المدى الممتد بعيدا ، « . . . حمى » ، « . . . الكرى » ، « . . . الحمى » ، انها محطات نرقب فيها اطلالة هذا الظبي في انتظار يطول فيه السهر والتأوه والتطلع إلى البعيد . . .

228

نام کتاب : مستدركات أعيان الشيعة نویسنده : حسن الأمين    جلد : 1  صفحه : 228
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست