responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : مستدركات أعيان الشيعة نویسنده : حسن الأمين    جلد : 1  صفحه : 196


، فليس من كانت زلته بادرة ، وخطيئته مبتكرة كمن كان في الغي متهوكا ، وبعرا الإصرار عليه متمسكا ، ومن صادفه جاهلا بقدره ، ونابذا مصلحته وراء ظهره وعرف خلوص دخلته وسلامة صدره ، إلا أنه عن مصلحة شانه غافل ، وعن حلى العلم الذي هو قيمة المرء عار عاطل ، أيقظه من هجوع الاعترار بالأمل ، ونبهه على أن 356 ، لا يغنى بغير عمل ، والنبي ص أوحي إليه : * ( وأنذر عشيرتك الأقربين ) * . وقال : يا بني هاشم ، يا بني عبد المطلب إنني لا أغني عنكم من الله شيئا ، ائتوني بأعمالكم ولا تاتوني بانسابكم ، إن أكرمكم عند الله أتقاكم . ومن ألفاه منهم ذاهبا في مجاهل الجهال ، وسادرا في مهاوي الضلال ، ومشايعا في احتقاب الأوزار ، وهاتكا لأستار التصون والاستتار ، واجهه خاليا بالتقريع والتقييد ، وزجره بالاخافة والوعيد ، فان أنجع ذلك وأفاد ، ورجع عن جهالته وعاد ، وإلا قوم من ميده واعوجاجه ، ووقف به على سبيل الحق ومنهاجه ، وإن قرف أحدهم بجريمة أو رمي بجريرة فلا يعجل عليه بالمؤاخذة أو لا يسرع إليه بإجراء المقابلة ، بل يتثبت إلى أن يقف بالبحث والإيضاح ، على الحق المحض الصراح ، قال الله تعالى : * ( ( يا أيها الذين آمنوا إن جاءكم فاسق بنبإ فتبينوا أن تصيبوا قوما بجهالة فتصبحوا على ما فعلتم نادمين ) ) * فان اتضح ما قرف به وزن بسببه ، نظر فان كان مما أوجب الله فيه حدا من الحدود أقامه ، من غير تعد على سلكه المحدود فيه ونظامه ، قال الله سبحانه وتعالى : * ( ( تلك حدود الله فلا تعتدوها ) ) * وقال تعالى : * ( ( ومن يتعد حدود الله فأولئك هم الظالمون ) ) * . وقال سبحانه : * ( ( ومن لم يحكم بما أنزل الله فأولئك هم الظالمون ) ) * . ولا يجرمنه احتقابه الجرائم من نظر اعتنائه ، ولا إقامة حد الله فيه من ملاحظته وإرعائه ، ( فأهل ) هذا النسب وإن تفاوتت أحوالهم ، وتباينت أعمالهم ، خصوا بالاصطفاء ، ووسموا بالاجتباء ، قال الله تعالى : * ( ( ثم أورثنا الكتاب الذين اصطفينا من عبادنا فمنهم ظالم لنفسه ومنهم مقتصد ومنهم سابق بالخيرات باذن الله ، ذلك هو الفضل الكبير ) ) * وأمره بصرف همته إلى مصالح اليتامى وتخصيصهم من الاعناء ، وتخويلهم من الإرعاء بما ينسيهم ذلة اليتم وفقد الآباء ، فمن كان منهم غنيا فيثمر ماله ، ويهذب خلاله ، وينفق عليه بالمعروف ، لا شطط ولا تبذير ، ولا تضييق ولا تقتير ، فإذا بلغ الأشد وأنس منه الرشد ، سلم ماله موفورا إليه ، وأشهد بقبضه عليه ، قال الله تعالى :
* ( ( وابتلوا اليتامى حتى إذا بلغوا النكاح فان آنستم منهم رشدا فادفعوا إليهم أموالهم ) ) * إلى قوله : * ( ( فاشهدوا عليهم ) ) * . ومن كان فقيرا فليثن عنان العناية إلى ما يعود بإصلاح أمره ، وليصرف همه إلى جبر كسره ، إلى حين استوائه ، وتهذب أنحائه ، وليدر عليه من الوقوف بالمعروف وليكن به عطوفا ، وله أبا رؤوفا ، وأمره بالنظر في أمر الأيامى بعين الاعتناء ، وتزويجهن من الأضراب والأكفاء ، وتحصينهن بالاحصان لا بالمنع والنسيان فان التناكح مدد الوجود وقوامه ، وبه يستتب أمره ويتسق نظامه ، قال الله تعالى : * ( ( وانكحوا الأيامى منكم ) ) * . وقال رسول الله ص : تناكحوا تناسلوا أباه بكم الأمم يوم القيامة . وليتوخ تطهير عقود نكاحهن من أدناس الالتباس ، وينزه ها من أدران الأنجاس ، قال الله تعالى : * ( ( إنما يريد الله ليذهب عنكم الرجس أهل البيت وليطهركم تطهيرا ) ) * . وأمره بصونه هذا النسب الكريم ، والبيت الماجد العظيم ، من تنحل الأدعياء ، وانتماء الزنماء ، فان صادف من يدعي من ذلك ما لا يقوم البرهان على صحته ، ولا تشهد الاستفاضة والشيوع بدحض حجته ، صب عليه سوط التأديب ، وردعه بزواجر التهذيب ، فان كفه الردع ، وزجره المنع ، وإلا وسمه بميسم يعرف به تنحله ، ويشيع به كذبه وتقوله ، قال رسول الله ص : ملعون ملعون من انتسب إلى غير أبيه وادعى إلى غير مواليه . هذا عهد أمير المؤمنين إليك ، وحجته عليك ، هداك به إلى طريق الرشاد ، وحداك في سبيل السداد ، فاهتد بأنواره ، واتبع لرشيد آثاره ، تظفر بمغانم الرشاد ، وتفز في المبدأ والمعاد ، والله ولي التوفيق ، لأرشد جدد وأقوم طريق ، وكتب في سادس عشر شهر ربيع الأول من سنة ثلاث وستمائة والحمد لله وحده وصلواته على سيدنا محمد النبي المصطفى وآله وسلامه ، رب أختم بخير . صورة العلامة الشريفة تحت البسملة ( الناصر لدين الله ) . صورة خط الوزير نصير الدين أبي الحسن ناصر بن مهدي العلوي بين سطوره . . . » .
ولمكين الدين القمي أي مؤيد الدين في آخر عمره منشور كتبه بامر الخليفة الناصر فيه تجديد الفتوة ، قال ابن الساعي : قرأ المنشور عليهم ( على رؤساء الفتيان ) المكين أبو الحسن محمد بن محمد القمي كاتب ديوان الإنشاء المعمور وهو من إنشائه وهذه نسخته :
بسم الله الرحمن الرحيم ، من المعلوم الذي لا يتمارى في صحته ، ولا يرتاب في براهينه وأدلته ، أن أمير المؤمنين علي بن أبي طالب كرم الله وجهه - هو أصل الفتوة ومنبعها ، ومنجم أوصافها الشريفة ومطلعها ، وعنه تروى محاسنها وآدابها ، ومنه تشعبت قبائلها وأحزابها ، وإليه دون غيره تنتسب الفتيان ، وعلى منوال مؤاخاته النبوية الشريفة نسج الرفقاء والاخوان ، وأنه كان ع مع كمال فتوته ، ووفور رجاحته يقيم حدود الشرع على اختلاف مراتبها ، ويستوفيها من أصناف الجناة على تباين جناياتها أو مللها ونحلها ومذاهبها ، غير مقصر عما أمر به الشرع المطهر وحرره ، ولا مراقب فيما رتبه من الحدود وقرره ، امتثالا لأمر الله تعالى في إقامة حدوده ، وحفظا لمناظمة الشرع وتقويم عموده ، فإنه ع فعل ذلك بمرأى من السلف الصالح ومسمع ، ومشهد من خيار الصحابة ومجمع ، فلم يسمع أن أحدا من الأمة لامه ، ولا طعن عليه طاعن في حد أقامه ، وحقيق بمن أورثه الله مقامه ، وناط به شرائع الإسلام وأحكامه ، وانتمى إليه ع في فتوته ، واقتفى شريف شيمه وكريم سجيته ، أن يقتدي به ع في أفعاله ، ويحتذي فيما استرعاه الله تعالى واضح مثاله ، غير ملوم فيما يأتيه من ذلك ولا معارض فتوة ولا شرعا فيما يورده ويصدره ، وقد رسم - أعلى الله المراسم العلية ، المقدسة النبوية الامامة وزادها نفاذا معضودا بالصواب ، وتأييدا ممتد الأطناب محكم الأسباب - على كل من تشرف بالفتوة برفاقة الخدمة الشريفة المقدسة ، المعظمة الممجدة المكرمة الطاهرة الزكية النبوية الامامية ، الناصرة لدين الله تعالى - شرف الله مقامها وأخلد أيامها ، وأعلى كلمتها ونصر رايتها - أنه من قتل رفيق له نفسا نهى الله تعالى عن قتلها وحرمه ، وسفك دما حقنه الشرع المطهر وعصمه ، وصار بذلك ممن قال الله تعالى في حقه ، حيث ارتكب هذا المحرم ، واحتقب عظيم هذا المأثم :
* ( ومن يقتل مؤمنا متعمدا فجزاؤه جهنم خالدا فيها ) * ( الآية ) أن ينزل عنه في الحال في جمع الفتيان عند تحققه لذلك ومعرفته ويبادر إلى تغيير رفقته ، مخرجا له بذلك عن دائرة الفتوة ، التي كان متسما بها ، مسقطا له من عداد الرفاقة التي لم يقم بواجبها : * ( ذلك لهم خزي في الدنيا ولهم في الآخرة عذاب عظيم ) * . وأن كل فتى يحوي قاتلا ويخفيه ، ويساعده على أمره ويؤويه ، ينزل كبيره عنه ويغير رفاقته ، ويتبرأ منه وأن من حوى ذا عيب فقد عاب وغوى ومن آوى طريد الشرع فقد

196

نام کتاب : مستدركات أعيان الشيعة نویسنده : حسن الأمين    جلد : 1  صفحه : 196
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست