responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : مروج الذهب ومعادن الجوهر نویسنده : المسعودي    جلد : 3  صفحه : 99


ودخل قصر الإمارة بالكوفة وتحصن فيه ، وجعل يخرج كل يوم لمحاربة مصعب وأصحابه من أهل الكوفة وغيرهم والمختار معه خلق كثير من الشيعة قد سموا الخشبية من الكيسانية وغيرهم ، فخرج إليهم ذات يوم وهو على بغلة له شهباء ، فحمل عليه رجل من بني حنيفة يقال له عبد الرحمن بن أسد فقتله واحتز رأسه ، وتنادوا بقتله ، فقطَّعه أهل الكوفة وأصحاب مصعب أعضاء ، وأبى مصعب أن يعطي الأمان لمن بقي في القصر من أصحابه ، فحاربوا إلى أن أضَرَّ بهم الجهد ، ثم أمنهم وقتلهم بعد ذلك ، فكان ممن قتل مع المختار عبيد الله [1] بن علي بن أبي طالب رضي الله عنه ، وله خبر مع المختار في تخلصه منه ومضيه إلى البصرة وخوفه على نفسه من مصعب إلى أن خرج معه في جيشه ، وقد أتينا على خبره وسائر ما أومأنا إليه في كتابنا « أخبار الزمان » فكان جملة من أدركه الإحصاء ممن قتله مصعب مع المختار سبعة آلاف رجل ، كل هؤلاء طالبون بدم الحسين ، وقتلة أعدائه ، فقتلهم مصعب ، وسماهم الخشبية [2] ، وتتبع مصعب الشيعة بالقتل بالكوفة وغيرها ، وأتى بحرم المختار فدعاهن إلى البراءة منه ، ففعلن إلا حرمتين له إحداهما بنت سَمُرَةَ بن جندب الفزاري ، والثانية ابنة النعمان بن بشير الأنصاري ، وقالتا : كيف نتبرأ من رجل يقول ربي الله ؟ كان صائم نهاره قائم ليله ، قد بذل دمه لله ولرسوله في طلب قَتَلَةِ ابن بنت رسول الله صلى الله عليه وسلم وأهله وشيعته ، فأمكنه الله منهم حتى شفى النفوس ، فكتب مصعب إلى أخيه عبد الله بخبرهما وما قالتاه ، فكتب إليه : إن هما رجعتا عما هما عليه وتبرأتا منه وإلا فاقتلهما ، فعرضهما مصعب على السيف ، فرجعت بنت سمرة ولعنته وتبرأت منه ، وقالت : لو دعوتني إلى الكفر مع السيف لكفرت :
أشهد أن المختار كافر ، وأبت ابنة النعمان بن بشير ، وقالت : شهادة أرزقها فأتركها ؟ كلا ! إنها موتة ثم الجنة والقدوم على الرسول وأهل بيته ، والله لا



[1] في نسخة « فكان ممن قتل مع مصعب عبد اللَّه بن الحسين بن علي » .
[2] في نسخة « وسماهم الحسينية » .

99

نام کتاب : مروج الذهب ومعادن الجوهر نویسنده : المسعودي    جلد : 3  صفحه : 99
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست