نام کتاب : مروج الذهب ومعادن الجوهر نویسنده : المسعودي جلد : 3 صفحه : 462
الجاهل الأزعر [1] جاءني بشروط حَسَّان الشاشي وخالويه المحاكي فقال : لا تبزق ، ولا تفعل كذا ، وافعل كذا ، وجعل يمطط في كلامه ، ويفرقع في صاداته ، ويشير بيديه ، ولا تسعل ، ولا تعطس ، وهذا لا يقوم لي ، ولا أقدر عليه ، فإن رضيت أن أزاملك فإن جاءني الفُسَاء فسوت عليك وضَرَطْتُ ، وإذا جاءك أنت فأده فافس واضرط ، وإلا فليس بيني وبينك عمل ، فضحك المعتصم حتى فحص برجليه وذهب به الضحك كل مذهب ، وقال : نعم زاملني على هذه الشريطة ، قال : نعم وكرامَةً ، فزامَلَه في قبة على بغلٍ ، فسارا ساعة ، وتوسطا البر ، فقال علي : يا أمير المؤمنين حَضَر ذلك المتاعُ فما ترى ؟ قال : ذلك إليك إذا شئت ، قال : تحضر ابن حماد ، فأمر المعتصم بإحضاره ، فقال له علي : تعال حتى أسارَّكَ ، فلما دنا منه فَسَا ، وناوله كمه ، وقال : أجِدُ دبيب شيء في كمي فانظر ما هو ، فأدخل رأسه ، فشم رائحة الكنيف ، فقال : ما أرى شيئاً ، ولكني لم أعلم أن في جوف ثيابك كنيفاً ، والمعتصم قد غَطَّى فمه بكمه ، وقد ذهب به الضحك كل مذهب ، ثم جعل يفسو فسَاء متصلًا ، ثم قال لابن حماد : قلت لي لا تسعل ولا تبزق ولا تمخط ، فلم أفعل ولكني أخْرَى عليك ، قال : فاتصل فساؤه والمعتصم يخرج رأسه من العمارية ، ثم قال للمعتصم : قد نضجت القدر ، وأريد أخْرَى ، فقال المعتصم ورفع صوته حين كثر ذلك عليه : ويلك ! يا غلام الأرض ، الساعة أموت . ودخل علي بن الجنيد الاسكافي يوماً على المعتصم فقال له بعد ان ضاحكه وهازَلَه : يا علي ، ما لي لا أراك ويلك ! ؟ أنسيت الصحبة وما حفِظتَ المودة ؟ فقال له حينئذ : بالغ الكلام الذي أريد أن أقوله قلته أنت ، ما أنت إلا إبليس ، فضحك ، ثم قال : لم لا تجيئني ؟ قال : آه كم أجيء فلا أصل إليك ، أنت اليوم نبيل ، فكأنك من بني مارية ، وبنو مارية اناس من