نام کتاب : مروج الذهب ومعادن الجوهر نویسنده : المسعودي جلد : 3 صفحه : 4
< شعر > ألا يا ليت حجراً مات موتاً ولم ينحر كما نحر البعير فإن تهلك فكل عميد قوم إلى هلك من الدنيا يصير < / شعر > ولما صار إلى مرج عذراء على اثني عشر ميلًا من دمشق تقدم البريد بأخبارهم إلى معاوية ، فبعث برجل أعور ، فلما أشرف على حجْر وأصحابه قال رجل منهم : إن صدق الزَّجر فإنه سيقتل منا النصف وينجو الباقون ، فقيل له : وكيف ذلك ؟ قال : أما ترون الرجل المقبل مُصَاباً بإحدى عينيه ، فلما وصل إليهم قال لحجر : إن أمير المؤمنين قد أمرني بقتلك يا رأس الضلال ومعدن الكفر والطغيان والمتولي لأبي تراب وقتل أصحابك ، إلا أن ترجعوا عن كفركم ، وتلعنوا صاحبكم وتتبرأوا منه ، فقال حجر وجماعة ممن كان معه : إن الصبر على حد السيف لايسر علينا مما تدعونا إليه ، ثم القدوم على الله وعلى نبيه وعلى وصيه أحب إلينا من دخول النار ، وأجاب نصف من كان معه الى البراءة من علي ، فلما قدم حجر ليقتل قال : دعوني أصلي ركعتين ، فجعل يطول في صلاته ، فقيل له : أجَزَعاً من الموت فقال : لا ، ولكني ما تطهرت للصلاة قط إلا صليت وما صليت قط أخف من هذه ، وكيف لا أجزع ، وإني لأرى قبراً محفوراً ، وسيفاً مشهورا ، وكفَناً منشوراً ، ثم تقدم فنحر ، وألحق به من وافقه على قوله من أصحابه ، وقيل : إن قتلهم كان في سنة خمسين . عدي بن حاتم ومعاوية : وذكر أن عدي بن حاتم الطائي دخل على معاوية ، فقال له معاوية : ما فعلت الطرفات ؟ يعني أولاده ، قال : قتلوا مع علي ، قال : ما انصفك عَليَ قتل أولادك وبقي أولاده ، فقال عدي : ما أنصفْت علياً ، إذ قتل وبقيتَ بعده ، فقال معاوية : أما إنه قد بقيت قطرة من دم عثمان ما يمحوها إلا دم شريف من أشراف اليمن ، فقال عدي : والله إن قلوبنا التي أبغضناك بها لفي
4
نام کتاب : مروج الذهب ومعادن الجوهر نویسنده : المسعودي جلد : 3 صفحه : 4