نام کتاب : مروج الذهب ومعادن الجوهر نویسنده : المسعودي جلد : 3 صفحه : 371
الآراء والنحل ، فقال لهم يحيى وقد اجتمعوا عنده : قد أكثرتم الكلام في الكمون والظهور ، والقدم والحدوث ، والإثبات والنفي ، والحركة والسكون ، والمماسَّة والمباينة ، والوجود والعدم ، والجر والطفرة ، والأجسام والأعراض ، ج / 373 والتعديل والتجريح ونفي الصفات وإثباتها ، والاستطاعة والأفعال ، الاستطاعة والأفعال ، والكمية والكيفية ، والمضاف ، والإمامة أنص هي أم اختيار ، وسائر ما توردونه من الكلام في الأصول والفروع ، فقولوا الآن في العشق على غير منازعة ، وليورد كل واحد منكم ما سنح له فيه وخطر إيراده بباله . حديث لهم عن العشق : فقال علي بن هيثم وكان إمامي المذهب من المشهورين من متكلمي الشيعة : أيها الوزير ، العشق ثمرة المشاكلة ، وهو دليل تمازج الروحين ، وهو من بحر اللطافة ، ورقة الصنيعة ، وصفاء الجوهر وليس يحد لسعته ، والزيادة فيه نقصان من الجسد . وقال أبو مالك الحضرمي ، وهو خارجي المذهب وهم الشراة : أيها الوزير ، العشق نفث السحر ، وهو أخفى وأحر من الجمر ، ولا يكون إلا بازدواج الطبعين ، وامتزاج الشكلين ، وله نفوذ في القلب كنفوذ صَيِّب المُزْنِ في خلل الرمل ، وهو ملك على الخصال تنقاد له العقول ، وتستكين له الآراء . وقال الثالث : وهو محمد بن الهذيل العلاف ، وكان معتزليَّ المذهب وشيخ البصريين : أيها الوزير ، العشق يختم على النواظر ، ويطبع على الأفئدة ، مرتقى في الأجساد ، ومسرعة في الأكباد ، وصاحبه متصرف الظنون ، متغير الأوهام ، لا يصفو له موجود ، ولا يسلم له موعود ، تسرع اليه النوائب ، وهو جرعة من نقيع الموت ، وبقية [1] من حياض الثكل ، غير أنه من أريحية تكون في الطبع ، وطلاوة توجد في الشمائل ، وصاحبه جواد لا يُصْغي الى