نام کتاب : مروج الذهب ومعادن الجوهر نویسنده : المسعودي جلد : 3 صفحه : 364
هرون اسم أمير المؤمنين ، قال : فما أسمجها ؟ قلت : إبراهيم ، فزأرني [1] وقال : ويلك ! ! أليس هو اسم إبراهيم خليل الرحمن جل وعز ، قلت : بشؤم هذا الاسم لقي ما لقي من نمروذ ، قال : وإبراهيم ابن رسول الله صلى الله عليه وسلم ، قلت : لا جَرَمَ لما سمي بهذا الاسم لم يَعِشْ ، قال : فإبراهيم الإمام ، قلت : بحرفة اسمه قتله مروان الجعدي في جراب النورة ، وأزيدك يا أمير المؤمنين إبراهيم بن الوليد خلع ، وإبراهيم بن عبد الله بن الحسن قتل ، ولم أجد أحداً سمي بهذا الاسم إلا رأيته مقتولًا أو مضروباً أو مطروداً ، فما انقضى كلامي حتى سمعت ملاحاً على بعض الحرَّاقات يهتف بأعلى صوته : يا إبراهيم يا عاض كذا وكذا من أمه مدَّ ، فالتفت إليَّ الرشيد فقلت : يا أمير المؤمنين ، أصدقت قولي إن أشأم الأسماء إبراهيم فضحك حتى فحص برجله . أدب مخاطبة الأمراء : قال : وكنت يوماً عنده فإذا رسول عبد الله قد أتى ، ومعه أطباق خيزران عليها مناديل ، ومعه كتاب ، فجعل الرشيد يقرأ الكتاب ويقول : بَرَّه الله ووصله فقلت : يا أمير المؤمنين من هذا الذي أطنبت في شكره حتى نشركك في جميل شكره ؟ قال : هذا عبد الله بن صالح ، ثم كشف المنديل ، فإذا أطباق بعضها فوق بعض : في أحدها فستق ، وفي الآخر بندق ، الى غير ذلك من الفاكهة ، فقلت : يا أمير المؤمنين ما في هذا البر ما يستحق به هذا الدعاء ، إلا أن يكون في الكتاب شيء قد خفي عليَّ ، فنبذه إلي ، فإذا فيه : دخلت يا أمير المؤمنين بستاناً لي في داري عمرته بنعمتك ، ، وقد أينعت فواكهه ، فأخذت من كل شيء ، وصيرته في أطباق قُضْبان ووجهته الى أمير المؤمنين ليصل إليَّ من بركة دعائه مثل ما وصل إليّ من نوافل بره ، قلت : ولا والله ما في هذا أيضاً ما يستحق به هذا ، فقال : يا غبي أما ترى كيف كنى بالقضبان عن