نام کتاب : مروج الذهب ومعادن الجوهر نویسنده : المسعودي جلد : 3 صفحه : 348
في القدح فسقاني ، وأقبل يضرب بيده على رأسه وصدره ، ويقول : وا حرّ صدراه ، وانارات اللهب في فؤادي . يا مولاي زدني وأنا أزيدك ، وشربت السويق ، ثم قال لي : يا مولاي ، إن بينك وبين الطريق أميالا ، ولست أشك أنك تعطش ، لكن املأ قربتي هذه واحملها قدامك ، فقلت : افعل ، قال : فملأ قربته وسار قدامي وهو يحجل في مشيته غير خارج عن الإيقاع فإذا أمسكت لأستريح أقبل علي فقال : يا مولاي ، أما عطشت ، فأغنيه النصب ، إلى أن أوقفني على الجادة ، ثم قال لي : سر رعاك الله ولا سلبك ما كساك من هذه النعم ، بكلام عجمي معناه هذا الدعاء ، فلحقت بالقافلة والرشيد كان قد فقدني ، وقد بث البُختَ والخيل في البر يطلبونني ، فسرَّ بي حين رآني ، فأتيته ، فقصصت عليه الأمر ، فقال : علي بالأسود ، فما كان إلا هنيهة حتى مثل بين يديه ، فقال له : ويلك ! ما حر صدرك ؟ فقال : يا مولاي ميمونة ، قال : ومن ميمونة ؟ قال : بنت حبشية ، قال : ومن حبشية ؟ قال : بنت بلال يا مولاي ، فأمر من يستفهمه ، فإذا الأسود عبد لبني جعفر الطيار ، وإذا السوداء التي يهواها لقوم من ولد الحسن بن علي ، فأمر الرشيد بابتياعها له ، فأبى مواليها أن يقبلوا لها ثمناً ، ووهبوها للرشيد ، فاشترى الأسود وأعتقه ، وزوجه منها ، ووهب له من ماله بالمدينة حديقتين وثلثمائة دينار . ودخل ابن السماك على الرشيد يوماً وبين يديه حمامة تلتقط حبا ، فقال له : صفها وأوجز ، فقال كأنما تنظر من ياقوتتين ، وتلتقط بدرتين ، وتطأ على عقيقتين ، وأنشدونا لبعضهم : < شعر > هتفت هاتفة آذنها إلفٌ ببين ذات طوق مثل عطف ال نون أقني الطرفين وتراها ناظرة نح وك من ياقوتتين ترجع الأنفاس من ثق بين كاللؤلؤتين وترى مثل البساتي ن لها قادمتين < / شعر >
348
نام کتاب : مروج الذهب ومعادن الجوهر نویسنده : المسعودي جلد : 3 صفحه : 348