نام کتاب : مروج الذهب ومعادن الجوهر نویسنده : المسعودي جلد : 3 صفحه : 346
النصف مما كان ، ونظر الى القدح الثالث الذي قال جبريل وهذا أكل أمير المؤمنين إن خلط السمك بغيره - قد تغيرت رائحته وحدثت له سهوكة شديدة كاد الرشيد أن يتقيأ حين قرب منه ، فأمرني بحمل خمسة آلاف دينار الى جبريل وقال : من يلومني على محبة هذا الرجل الذي يدبرني بهذا التدبير ، فأوصلت اليه المال . رؤيا للرشيد يؤمر بالتخلية عن موسى بن جعفر : وذكر عبد الله بن مالك الخزاعي - وكان على دار الرشيد وشرطته - قال : أتاني رسول الرشيد في وقت ما جاءني فيه قط ، فانتزعني من موضعي ومنعني من تغيير ثيابي ، فراعني ذلك منه فلما صرت إلى الدار سبقني الخادم ، فعرّف الرشيد خبري ، فأذن لي في الدخول عليه ، فدخلت ، فوجدته قاعداً على فراشه ، فسلمت فسكت ساعة ، فطار عقلي وتضاعف الجزع عليّ ثم قال لي : يا عبد الله ، أتدري لم طلبتك في هذا الوقت ؟ قلت : لا والله يا أمير المؤمنين ، قال : إني رأيت الساعة في منامي كأن جيشاً قد أتاني ومعه حربة فقال لي : إن لم تخَلِّ عن موسى بن جعفر الساعة وإلا نحرتك بهذه الحربة ، فاذهب فخلِّ عنه ، فقلت : يا أمير المؤمنين ، أطلق موسى بن جعفر ؟ ثلاثا ، قال : نعم ، أمض الساعة حتى تطلق موسى بن جعفر وأعطه ثلاثين ألف درهم ، وقل له . إن أحببت المقام قبَلَنَا فلك عندي ما تحب وإن أحببت المضي [1] إلى المدينة فالإذن في ذلك إليك ، قال : فمضيت إلى الحبس لأخرجه ، فلما رآني موسى وثب إلي قائماً وظن أني قد أمرت فيه بمكروه ، فقلت : لا تخف ، وقد أمرني أمير المؤمنين بإطلاقك ، وأن أدفع إليك ثلاثين ألف درهم ، وهو يقول لك : إن أحببت المقام قبلنا فلك ما تحب ، وإن أحببت الانصراف إلى المدينة فالأمر في ذلك مطلق إليك . وأعطيته الثلاثين ألف درهم ، وخليت سبيله ، وقلت : لقد رأيت من أمرك عجباً ، قال : فإني أخبرك : بينما أنا ناثم إذ أتاني النبي صلى الله عليه وسلم ، فقال .