نام کتاب : مروج الذهب ومعادن الجوهر نویسنده : المسعودي جلد : 3 صفحه : 338
العدل أن تكون نحلتك [1] في كل يوم مائة ألف درهم وأنا أطلب نصف درهم فلا أقدر عليه ؟ ثم التفت الى سَوّار فقال : ان كان هذا عدلا فأنا أكفر به ، فأسرع اليه غلمان محمد ، فكفَّهم عنه ، وأمر له بمائة درهم ، فلما انصرف محمد وسوار معه اعترضه رأس النعجة فقال له : لقد كرم الله منصبك ، وشرف أبوتك ، وحسن وجهك ، وعظم قدرك ، وأرجو ان يكون ذلك لخير يريده الله بك ، ولأن يجمع الله لك الدارين ، فدنا منه سَوّار ، فقال : يا خبيث ، ما كان هذا قولك في البداءة ، فقال له : سألتك بحق الله وبحق الأمير إلا ما أخبرتني في أي سورة هذه الآية ( فإن أعْطُوا منها رَضوا وإن لم يُعْطَوْا منها إذا هم يسخطون ) قال : في براءة ، قال : صدقت ، فبرئ الله ورسوله منك ، فضحك محمد بن سليمان حتى كاد يسقط عن دابته . ولما بنى محمد بن سليمان قصره بالبصرة على بعض الأنهار دخل اليه عبد الصمد بن شبيب بن شبة ، فقال له محمد : كيف ترى بنائي ؟ قال : بنيت أجَلّ بناء ، باطيب فناء ، وأوسع فضاء ، وأرقِّ هواء ، على أحسن ماء ، بين صراري وحسان وظباء ، فقال محمد : بناء كلامك أحسن من بنائنا ، وقيل : إن صاحب الكلام والباني للقصر هو عيسى بن جعفر ، على ما حدث به محمد بن زكرياء الغلابي ، عن الفضل بن عبد الرحمن بن شبيب بن شبة ، وفي هذا القصر يقول ابن أبي عيينة : < شعر > زُرْ واديَ القصر ، نعم القصر والوادي لا بدّ من زَوْرة من غير ميعاد زره فليس له شبه يُقاربه من منزل حاضرٍ إن شئت أو باد ترقى قراقيره والعيس واقفة والضب والنون والملاح والحادي < / شعر > موت الليث بن سعد : وفي سنة خمس وسبعين ومائة مات الليث بن سعد ،