نام کتاب : مروج الذهب ومعادن الجوهر نویسنده : المسعودي جلد : 3 صفحه : 283
الشام في أيام بني امية وأنت متوجه الى مروان ، فسلَّم عليّ وتنفس وأنشأ يقول : < شعر > آمت نساء بني أمية منهم وبناتهم بمضيعة ايتام نامت جدودهم وأسقط نجمهم والنجم يسقط والجدود نيام خلت المنابر والأسرّة منهم فعليهم حتى الممات سلام < / شعر > فقلت له : كم كان مروان أعطاك ؟ فقال : أغناني فلا أسأل احداً بعده ، فقلت : كم ؟ فقال : اربعة آلاف دينار وخلع وحملان ، قلت : وأين ذاك ؟ قال : بالبصرة ، قلت : اتثبتني معرفة ؟ فقال : اما معرفة الصحبة فقد لعمري ، وأما معرفة النسب فلا ، فقتل : انا ابو جعفر المنصور امير المؤمنين ، فوقع عليه الإفكل ، وقال : يا أمير المؤمنين اعذر ، فإن ابن عمك محمداً صلى الله عليه وسلم قال : « جبلت النفوس على حب من احسن إليها ، وبغض من أساء إليها » ، قال أبو جعفر : فهممت والله به ، ثم تذكرت الحرمة والصحبة ، فقلت للمسيب : اطلقه فأطلق ثم بدا لي في مسامرته رأي ، فأمرت بطلبه فكأن البيداء أبادته . المنصور وأهله يتحدثون عن سير بني امية : وحدث الربيع قال : اجتمع عند المنصور عيسى بن علي ، وعيسى بن موسى ، ومحمد بن علي ، وصالح بن علي ، وقثم بن العباس ، ومحمد بن جعفر ، ومحمد بن ابراهيم ، فذكروا خلفاء بني امية ، وسيرهم وتدبيرهم ، والسبب الذي به سُلِبوا عزهم ، فقال المنصور : أما عبد الملك فكان جباراً لا يبالي ما صنع ، وأما سليمان فكانت همته بطنه وفرجه ، وأما عمر بن عبد العزيز فكان اعور بين عميان ، وكان رجل القوم هشام ، ولم تزل بنو امية ضابطين لما مُهِّد لهم من السلطان يحوطونه ويحفظونه ، ويصونون ما وهب الله لهم منه مع كسبهم معالي الأمور ورفضهم أدانيها ، حتى افضى الأمر الى أبنائهم المترفين ، فكانت همتهم قصد الشهوات ، وركوب اللذات ، من معاصي الله عز وجل ، جهلًا منهم باستدراجه ، وأمناً منهم
283
نام کتاب : مروج الذهب ومعادن الجوهر نویسنده : المسعودي جلد : 3 صفحه : 283