نام کتاب : مروج الذهب ومعادن الجوهر نویسنده : المسعودي جلد : 3 صفحه : 263
أمير المؤمنين ، قال : ويحك ! إنك كنت وصفت لي في آخر دخلة من أمر النساء والجواري ما لم يخرق مسامعي قط كلام أحسن منه ، فأعده علي ، قلت : نعم يا أمير المؤمنين ، أعلمتك أن العرب اشتقت اسم الضرة من الضر ، وأن أحدهم ما تزوج من النساء أكثر من واحدة إلا كان في جَهْد ، فقال : ويحك ، لم يكن هذا في الحديث ، قلت : بلى والله يا أمير المؤمنين وأخبرتك أن الثلاث من النساء كأثافيِّ القِدْر يغلي عليهن ، قال أبو العباس : برئت من قرابتي من رسول الله صلى الله عليه وسلم إن كنت سمعت هذا منك في حديثك ، قال : وأخبرتك أن الأربعة من النساء شر مجموع لصاحبهن يشيبنه ويهرمنه ويسقمنه ، قال : ويلك ! والله ما سمعت هذا الكلام منك ولا من غيرك قبل هذا الوقت ، قال خالد : بلى والله ، قال : ويلك ! وتكذبني ؟ قال : وتريد أن تقتلني يا أمير المؤمنين ؟ قال : مُرَّ في حديثك ، قال : وأخبرتك أن أبكار الجواري رجال ، ولكن لا خصي لهنَّ ، قال خالد : فسمعت الضحك من وراء الستر ، قلت : نعم وأخبرتك أيضاً أن بني مخزوم رَيحانَةُ قريشٍ ، وأن عندك ريحانة من الرياحين ، وأنت تطمح بعينك إلى حرائر النساء وغيرهن من الإماء ، قال خالد : فقيل من وراء الستار : صدقت والله يا عماه وبَررْتَ ، بهذا حدثت أمير المؤمنين ، ولكنه بدل وغير ونطق عن لسانك ، فقال لي أبو العباس : ما لك قاتلك الله وأخزاك وفعل بك وفعل ! ؟ قال : فتركته وخرجت وقد أيقنت بالحياة ، قال خالد : فما شعرت إلا برسل أم سلمة قد صاروا إليَّ ومعهم عشرة آلاف درهم وتختٌ وبرذون وغلام . كان السفاح يحب مسامرة الرجال : ولم يكن أحد من الخلفاء يحب مسامرة الرجال مثل أبي العباس السفاح ، وكان كثيراً ما يقول : إنما العجب ممن يترك أن يزداد علماً ، ويختار أن يزداد جهلًا ، فقال له أبو بكر الهذلي : ما تأويل هذا الكلام يا أمير المؤمنين ؟ قال : يترك مجالسة مثلك
263
نام کتاب : مروج الذهب ومعادن الجوهر نویسنده : المسعودي جلد : 3 صفحه : 263